كأس العالم للمخيمات.. أطفال إدلب يقيمون المونديال على طريقتهم
عشية انطلاق مونديال قطر، افتُتح كأس العالم للمخيمات في شمال غرب سوريا، بمشاركة أكثر من 300 طفل، في مبادرة أطلقتها منظمة محلية لتسليط الضوء على معاناة هذه الفئة الأكثر تضرراً خلال الحرب،
في ملعب مدينة إدلب البلدي، شارك 32 منتخباً يمثلون الفرق المشاركة في مونديال قطر في حفل الافتتاح الذي تخللته فعاليات رياضية وفنية، جسّدت إحداها معاناة السوريين بينهم الأطفال خلال أكثر من عقد من حرب دامية شردت الملايين داخل سوريا وخارجها وأودت بنحو نصف مليون شخص.
وفي حديث خاص لأخبار الآن يقول الطفل حسين مطاوع من مدينة إدلب العامل في بيع البسكويت: “إنني أحاول تقديم الخبز لأخواتي الأيتام بعد ان قتل والدي عقب غارة طيران قبل سنوات وأصبح علي من الواجب أن أعيش عائلتي ويوما تبدأ رحلتي في كراج إدلب وصولا إلى مركز المدينة محاولاً بيع البسكويت للناس وحتى أنه في كثير من الأحيان أضطر للذهاب إلى سرمدا على الحدود السورية التركية إلى بنش والمناطق الأخرى لبيع البسكويت وفي حال كان ناتج مجهودي بيع علبتين من البسكويت أكون في أسعد حال”.
ويواصل الطفل حسين: “تركت التعليم منذ أكثر من ستة أعوام تركت التعليم والمدرسة كونه من الواجب علي مساعدة أخوتي الأيتام .. وفي حال كان لدي تدريب رياضي أو مبارة أضطر للتعطيل عن عملي من أجل الذهاب للتدريب وخاصة أنني أعشق كرة القدم”.
وبعد مرافقة كاميرا أخبار الآن الطفل لليوم الأول من “مونديال إدلب قطر” التي نظمته منظمة بنفسج الإنسانية العاملة في مناطق شمال غرب سوريا كان الطفل قد حقق هدفا في المباراة وفي حديثه بكلمات طفولية وبفرح أنه “سعيد و يتمنى الوصول إلى الدور النهائي حتى يرفع اسم والده الشهيد صفوان مطاوع”.
ويشارك 32 فريقاً من مخيمات النازحين في إدلب وجوارها، إضافة الى سبعة فرق تضم أطفالاً يعملون في مناطق صناعية، بعدما خضعوا لتدريبات بدأت قبل نحو ستة أشهر، وفق المنظمين.
وفي حديث خاصة لأخبار الآن يقول إبراهيم سرميني منسق برنامج الحماية بمنظمة بنفسج أنه “اليوم انطلق الاحتفال بالافتتاح لمونديال كأس العالم للمخيمات وبالتزامن مع اليوم العالمي للطفل و افتتاح مونديال قطر واليوم وبمشاركة منتخب والمنتخبات المشاركة فعلاً بقطر ويوجد ممثلين عنها بمونديال إدلب”، وحسب ما يقول فإنه “هناك 256 طفل مشاركين في المنتخبات يمثلون 25 مخيم وأيضا 7 مناطق صناعية مختلفة سوف يتبارون للحصول على كأس العالم للمخيمات وكما أن التدريب أستمر لأكثر من ستة أشهر وكانت بذرة التدريب وثمرته اليوم انطلقت للحصول على هذه البذرة والثمرة”.
كما يواصل حديثه أنه “رسالتنا من إدلب لكل العالم ومن أطفال المخيمات لكل العالم ومن شمال غرب سوريا لكل العالم نأمل أن تصل الرسالة التي كنا نود اليوم إيصالها وتحديدا مع قدوم فصل الشتاء والكارثة التي سوف
يمر بها هؤلاء الأطفال المشاركين في خيمهم ليكون هناك حل جذري لهذه الأطفال ولكل أطفال المخيمات و أهاليهم الموجودين في المخيمات”.
وتستمر منافسات كأس العالم للمخيمات طوال مونديال قطر 2022، على أن تُنظّم المباراة الختامية في أحد المخيمات العشوائية، التي تضيق بها محافظة إدلب.
ويدفع الأطفال في دول تشهد نزاعات، بينها سوريا، “ثمناً باهظاً للعنف”، وفق ما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان، مشددة على ضرورة “احترام حق الأطفال في الحماية من العنف في جميع الأوقات ومن قبل جميع أطراف النزاعات”.
وبحسب فريق “منسقو استجابة سورية”، بلغ عدد المخيمات في شمال سوريا أكثر من 1600 مخيم، يقيم فيها أكثر من مليون ونصف مليون شخص، تصل نسبة الأطفال بينهم إلى 56%. وتعاني غالبية المخيمات نقص المواد الغذائية وضعف الحصول على المساعدات وانعدام المياه والصرف الصحي”.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع فصائل أخرى أقل نفوذاً على مناطق في إدلب ومحيطها، حيث يقيم نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم تقريباً نزحوا على وقع المعارك من مناطق أخرى ويقيمون في مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة.