بعد الأردن: السوداني يصل الكويت في زيارة رسمية
لا شك أن الأنظار كانت تترقب إلى أي وجهة، كان سيطير رئيس وزراء العراق، محمد شياع السوداني، خاصة أن الكثير ممن سبقوه كانت لهم وجهات محددة، لا سيما طهران، التي تفوق على عواصم العالم، في نفوذها بالعراق.
شياع السوداني، المحسوب على الإطار التنسيقي، والمحسوب بدوره على إيران -ربما- أراد أن ينفي عن نفسه ما يُقال بأن طهران تتحكم في الحكومة الجديدة، فكانت وجهته الأولى مغايرة للتوقعات، فطار إلى مطار الملكة علياء، ليجد في استقباله الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن، وبعد أن أنهى المباحثات “العربية- العربية”، كانت الوجهة الثانية أيضا عربية بامتياز، حيث اتجه إلى الكويت رأس وفد حكومي في زيارة رسمية.
وكان في استقباله رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، وعدد من الوزراء والمسؤولين الكويتيين، حيث جرت مراسم استقبال رسمية.
ويجري خلال الزيارة مباحثات مع القادة في الكويت تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز التعاون والشراكة في مختلف الصعد والمجالات، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
وتحدثت أطراف سياسية تابعة للإطار التنسيقي المقرب من إيران أن الغاية من زيارة عمّان هو التباحث مع الجانب الأردني بخصوص استرداد الأموال المهربة وبعض الشخصيات المطلوبة للجانب العراقي
هذا وعقد السوداني مباحثات ثنائية موسعة مع ملك الأردن عبد الله الثاني، وجرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور بين العراق والأردن، حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالحهما ويخدم القضايا العربية
لماذا لم تكن إيران وجهة السوداني الأولى بعد توليه المنصب؟
الباحث في الشأن السياسي رعد هاشم كشف لنا الأسباب التي يمكن أن يكون قد فكر فيها السوداني.
حيث استبعد هاشم وجود رسائل محددة، لأن إيران قريبة من توجهات الحكومة الإطارية الحالية، وداعمة لها، ولا تشعر بغداد أن هناك ملفات ساخنة مع طهران، وهذا يعني وجود تفاهمات تجمعهما.
ورغم أهمية وخطورة عدة ملفات بين البلدين مثل؛ الطاقة والكهرباء وقطع روافد المياه عن العراق ، وموضوع القصف الإيراني على كردستان الذي يُهدد الأمن القومي العراقي، لذلك من المستغرب أن لا تجعل الحكومة العراقية هذه الملفات ضمن أولوياتها.
ولم يستبعد هاشم وجود تفاهم مع إيران حول هذا الموضوع، فيما يخص المعارضة الكردية الإيرانية المتواجدة في الإقليم.
أما بخصوص زيارات السوداني التي بدأها بالمملكة الأردنية الهاشمية والكويت، في هذا التوقيت تأتي بناءً على الضرورات الملحة، وحسب طبيعة وأهمية وأولويات الملفات العالقة.
وهو يسعى من خلال هذه الزيارات إلى حسم ملفات عالقة مع البلدين الشقيقين.. ولأن هناك ملفات مهمة واستراتيجية وتحتاج الى تعمّق و بحث مركّز أكثر شمولية، بعض منها مُختّلف عليها بين الكتل والأحزاب السياسية، وبعض الأحزاب التي لها ولاءات خارجية تعيق تنفيذها بضغط إيراني مكشوف ويصعب حلها جميعا بسهولة لأنها مرتبطة بإرادات سياسية متناحرة ولا تلتزم بمنهج وطني ملتزم ومتوازن.
وتساهم هذه اللقاءات في تعزيز أطر التعاون وتوفير مفاتيح تمهّد للانفتاح على حلول مؤقتة أولا، ومن ثم الشروع بتحركات لاحقة للحل الأشمل الذي يضمن تجاوز أية أزمة قد تعترض ذلك.