إيران تجهز لقصف مناطق مدنية في كردستان العراق
مع تصاعد حدة الهجمات الإيرانية على إقليم كردستان ومهاجمة السفير الايراني في بغداد لسلطات الإقليم وتأكيده على استمرار الهجمات، تزداد المخاوف من استهداف المدنيين في الإقليم.
وهناك معلومات حول وجود نية إيرانية لضرب الأماكن المدينة القريبة من مقرات ومخيمات الأحزاب الكردية الإيرانية في اقليم كردستان لوقوع ضحايا مدنيين وتشكيل ضغط إضافي على حكومة إقليم كردستان لطرد الجماعات الكردية المعارضة من الاقليم.
الجانب الايراني مُصر على إخلاء مقرات الاحزاب الكردية المعارضة في ظل غياب موقف عراقي واضح يضع حداً للتجاوزات الايرانية.
قالت أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق إن الحرس الثوري الإيراني استهدف مجددا “أحزابا كردية إيرانية”، من دون أن تُعطي أي حصيلة لهذه الضربات التي شُنت عند حوالى منتصف ليل الأحد -الإثنين.
من جانبه أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم “كومله” القومي الكردي الإيراني أن الضربات استهدفت منشآتهما في هذه المنطقة بشمال العراق.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية بـ”تعرض مقار ثلاثة أحزاب إيرانية معارضة داخل إقليم كردستان لقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية”.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني الإثنين أن قواته شنت ضربات بصواريخ وطائرات مسيَرة ليل الأحد الإثنين استهدف مجموعات من المعارضة الكردية الإيرانية في العراق معتبرا أنها “جماعات إرهابية انفصالية معادية لإيران”. وقال في بيان إن تلك المجموعات “استُهدفت منذ الصباح بسلسلة جديدة من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل القوات البرية للحرس الثوري”.
في المقابل، استنكرت حكومة إقليم كردستان العراق في بيان الإثنين الضربات الإيرانية واعتبرتها “انتهاكات غير مبررة”. وقالت في بيان: “الانتهاكات الإيرانية المتكررة التي تمس سيادة العراق وإقليم كردستان العراق غير مبررة، وتشكل انتهاكا صارخا للأعراف الدولية وعلاقات حسن الجوار”، مضيفة: “نؤكد أن الاستقرار لن يتحقق من خلال العنف على الإطلاق”.
وفي 14 من تشرين الثاني/نوفمبر، خلف قصف صاروخي وضربات شنتها إيران بطائرات بدون طيار ضد جماعات المعارضة الكردية الإيرانية قتيلا وثمانية جرحى في كردستان العراق. ووقعت ضربات مماثلة في 28 أيلول/سبتمبر.
وأكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني على تويتر الإثنين أن مقاره استُهدفت في موقعين قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان بـ”قصف صاروخي وطائرات انتحارية بلا طيار”.
وقال أقدم حزب كردي في إيران تأسس في العام 1945 إن “هذه الهجمات العشوائية تأتي في وقت يعجز فيه النظام الإيراني الإرهابي عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان”.
وتتهم الحكومة الإيرانية هذه الجماعات المعارضة بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 أيلول/سبتمبر إثر وفاة مهسا أميني.
ودانت القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان “الضربات الإيرانية عبر الحدود” التي نُفذت بـ”صواريخ وطائرات مسيرة” قرب أربيل.
واعتبرت أن “هجمات عشوائية وغير قانونية كهذه تُعرض المدنيين للخطر وتنتهك السيادة العراق”.
وسبق للحرس الثوري الإيراني أن أعلن أنه سيُواصل شن هجمات ضد الفصائل المعارضة الموجودة في إقليم كردستان.
وقال المحلل السياسي العراقي الكندي حمزة حداد على تويتر إنه “أيا تكن نية طهران لاستهداف كردستان العراق، فإنه لمن الفشل لكل من بغداد وأربيل أن تسمحا بأن تكون أرضهما عرضة لهجمات أجنبية”.
وكانت أنقرة أعلنت صباح الأحد أنها شنت عملية عسكرية جوية ضد المقاتلين الأكراد في سوريا والعراق أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصا، بعد أسبوع على اعتداء دام في إسطنبول اتهمت كلا من حزب العمال الكردستاني والقوات الكردية في سوريا بالوقوف خلفه.