احتجاجات في العراق عقب سجن ناشط بتهمة الإساءة للحشد الشعبي
قال مصدران طبيان إن متظاهرين قتلا بالرصاص، الأربعاء، وأصيب نحو 20 بجروح في صدامات مع قوات الأمن في الناصرية في جنوب العراق، خلال مسيرة للاحتجاج على حكم بالسجن بحق الناشط العراقي حيدر الزيدي.
وقال حسين رياض المتحدث باسم دائرة الصحة في محافظة ذي قار لفرانس برس إن “متظاهرين قتلا بالرصاص” وأصيب 21 اخرون بجروح بينهم خمسة بالرصاص في صدامات مع قوات الامن خلال تجمع في وسط مدينة الناصرية.
وأظهرت مقاطع فيديوهات تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، اندلاع التظاهرات في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار احتجاجا على سجن الناشط حيدر الزيدي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة الإساءة للحشد.
مقتل وإصابة أكثر من 20 شخصا في تظاهرات بالعراق#الناصرية #حيدر_الزيدي
للمزيد: https://t.co/y2L52lpW0v pic.twitter.com/4IsdIx7XxE— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) December 7, 2022
وكانت الناصرية معقلاً بارزاً للتظاهرات التي هزت العراق في العام 2019، ولا تزال حتى الآن تشهد احتجاجات متفرقة.
في مركز الطب العدلي في الناصرية، وقف محمد، أحد المتظاهرين، مع العشرات من أقرباء وأصدقاء القتيلين اللذين قضيا في الصدامات، مندداً بالتدخل “الوحشي” لشرطة مكافحة الشغب التي “أطلقت الرصاص الحي” على المتظاهرين في ساحة الحبوبي ذات الرمزية الكبيرة لدى المحتجين.
وقال لمصور في فرانس برس “منذ الأمس (الثلاثاء) كان هناك جرحى (من احتجاجات 2019) يتظاهرون بشكل سلمي. وكانت هناك وقفة الثلاثاء في ساحة الحبوبي للمطالبة بالإفراح عن حيدر”.
وحيدر الزيدي شاب عراقي ارتبط اسمه بتظاهرات تشرين التي اندلعت في العام 2019، وطالب بإيقاف التدخلات الخارجية وخاصة الإيرانية ومحاربة الفساد وسوء الإدارة.
وكتب الزيدي على صفحاته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات عديدة انتقد فيها سطوة إيران والمرشد الأعلى علي خامنئي، وقبل ستة أشهر اختفى حيدر، وتبين فيما بعد أن أمن الحشد الشعبي المقرب من إيران اعتقله واخترق هاتفه الشخصي للإيقاع بأصدقائه عن طريق إنشاء مجموعات دردشة على “واتساب”، واستدراجهم لاعتقالهم بحسب تغريدة للناشط المدني يوسف سيرجو.
وبعد اختفائه ظهر الزيدي بمقطع فيديو في الثالث والعشرين من شهر حزيران 2023 يتحدث عن اعتقاله لمدة 13 يوما وفق مذكرة قضائية بسبب تغريداته.
صدر الحُكم على الزيدي الموقوف حالياً، على خلفية تغريدة جرى حذفها مذاك، ينتقد فيها أبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي الذي قتل في كانون الثاني/يناير 2020 مع اللواء الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أميركية على طريق مطار بغداد.
وتناقلت حسابات مقربة من الحشد صوراً لهذه التغريدة.
وكتب الزيدي، الأحد، على حسابه في موقع فيسبوك أنه يمثل أمام المحكمة بتهمة “إهانة مؤسسات الدولة”، داعياً إلى وقفة احتجاجية لدعمه.
وفي إطار هذه القضية، أوقف الزيدي لفترة وجيزة في حزيران/يونيو قبل الإفراج عنه بكفالة بعد أسبوعين، كما قال على وسائل التواصل الاجتماعي.
وينفي الزيدي أن يكون هو من كتب التغريدة، مؤكداً ووالده أن حسابه على تويتر تعرض للقرصنة، كما قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان ليل الثلاثاء.
وقال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في البيان إنه “بغض النظر عمّن نشر التغريدة، ينبغي ألا يُستخدم نظام العدالة العراقي كأداة لقمع أي انتقاد سلمي للسلطات أو العناصر المسلحة”.