مقتل جندي إيرلندي من قوات اليونيفيل في لبنان
لقي جندي أيرلندي من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان حتفه مساء الأربعاء، إثر هجوم مسلح استهدف قافلة مكونة من مركبتين مدرعتين كانت تقله رفقة ثمانية من جنود اليونيفيل.
ووفقًا لما نقلته وكالة ”فرانس برس“، فقد أعلنت قوات الدفاع الأيرلندية في بيان، أن جنديًا أيرلنديًا من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل) لقي مصرعه في لبنان في وقت متأخر من مساء الأربعاء، عندما تعرضت قافلة مكونة من مركبتين مدرعتين، تقل ثمانية جنود، كانت متجهة نحو بيروت، لنيران أسلحة خفيفة.
وقالت قوات الدفاع الأيرلندية: ”نؤكد ببالغ الأسى مقتل أحد جنودنا في قوات حفظ السلام في واقعة خطيرة في لبنان الليلة الماضية“.
وأضاف البيان أن فردًا آخر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) في حالة خطرة بعد أن خضع لعملية جراحية إثر الواقعة بينما يتلقى جنديان آخران العلاج بعد تعرضهما لإصابات طفيفة.
Last night a peacekeeper was killed and three others were injured in an incident in Al-Aqbieh, just outside UNIFIL’s area of operations in south Lebanon.
We offer our deepest condolences to the friends, family, and colleagues of the peacekeeper who died.
— UNIFIL (@UNIFIL_) December 15, 2022
ومن جانبه، أعلن وزير الخارجية والدفاع في الحكومة الإيرلندية سايمون كونفني في بيان أن عنصرًا من الكتيبة الإيرلندية قتل وأصيب آخرون بجروح في الحادثة التي وصفها بـ ”الخطيرة“.
وقالت قوات اليونيفيل في بيان، الخميس، إنها تنسق مع القوات المسلحة اللبنانية وتفتح تحقيقًا في مقتل الجندي الأيرلندي.
ولم تتضح ظروف الحادثة التي وقعت وفق وكالة ”فرانس برس“، بينما شاهد مراسل الوكالة آلية تابعة لليونيفيل منحرفة عن مسارها وقد دخلت متجرًا على الطريق، قبل أن يتم رفعها لاحقًا.
وأفاد شهود عيان تحدثت إليهم ”فرانس برس“ في العاقبية إلى اعتراض عدد من السكان آلية تابعة لليونيفيل لدى سلوكها بشكل غير اعتيادي الطريق. ولدى محاولة سائقها المغادرة كاد أن يدهس أحد المواطنين المعترضين، ما أدى إلى حالة من التوتر، قبل أن تنحرف عن مسارها. وذكر شهود آخرون عن سماع دوي رشقات نارية في المكان.
وقالت قوة اليونيفيل في بيانها: ”حتى الآن، التفاصيل حول الحادثة متفرقة ومتضاربة، ونحن ننسّق مع القوات المسلحة اللبنانية، وفتحنا تحقيقًا لتحديد ما حدث بالضبط“.
وحضرت دوريات تابعة لقيادة اليونيفيل والكتيبة الإيرلندية والجيش اللبناني الذي فرض طوقًا أمنيًا في المكان ومنع الصحافيين من التصوير. وتولّت وحدات تابعة للجيش اللبناني أخذ كاميرات المراقبة المثبتة في المكان.
وأبدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أسفه لما جرى. وشدّد في بيان على ”ضرورة إجراء السلطات المعنية التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات الحادث وعلى تحاشي تكراره مستقبلاً“.
وأدانت وزارة الخارجية اللبنانية ”بأشد العبارات الحادث المؤسف“. وقالت إنها ”تتابع باهتمام كبير مع كافة السلطات اللبنانية المعنية واليونيفيل التحقيقات التي باشرتها للتمكن من محاسبة المسؤولين عنه“.
وقوة اليونيفيل موجودة في لبنان منذ العام 1978، وتضم نحو عشرة آلاف جندي وتنتشر في جنوب لبنان للفصل بين إسرائيل ولبنان بعد نزاعات عدة.
وجدّد مجلس الأمن الدولي في 31 آب/أغسطس تفويضها لسنة واحدة. وتضمن قراره تعديلاً يتعلق بحركتها لناحية أنها لا تحتاج إلى ”إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها، ويُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل“.
وأثار هذا التعديل انتقادات صدر أبرزها عن حزب الله، بعدما كانت قيادة اليونيفيل تنسّق خلال السنوات الماضية دورياتها وتحركاتها في منطقة انتشارها مع الجيش اللبناني.
وإثر الانتقادات، أكدت قيادة اليونيفيل في لبنان أنها تعمل “بشكل وثيق مع القوات المسلحة اللبنانية بشكل يومي، وهذا لم يتغير“.
وتُعدّ هذه الحادثة الأبرز في جنوب لبنان خلال السنوات الأخيرة، وتأتي في خضم أزمتين سياسية واقتصادية يشهدها لبنان، الذي فشل برلمانه الخميس للمرة العاشرة على التوالي، في انتخاب رئيس للبلاد.