أزمة الشتاء في سوريا تهدد 2.5 مليون شخص
- يستعد 4.5 مليون نازح لشتاء بارد
- يعيش 1.8 مليون من أصل 2.8 مليون نازح داخليًا في شمال غرب سوريا
فجوة التمويل تعرض حياة ملايين السوريين للخطر هذا الشتاء من المتوقع أن يكون شتاء 2022-2023 أحد أقسى فصول الشتاء في سوريا.
في الشمال الغربي، يستعد 4.5 مليون شخص لشتاء بارد آخر من الفيضانات والعواصف الثلجية والطقس غير المتوقع. يعتمد نصف هؤلاء السكان على المساعدات الشتوية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ومعظمهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في مخيمات مع إمكانية محدودة أو معدومة للتدفئة أو الكهرباء أو إمدادات المياه أو أنظمة الصرف الصحي الملائمة.
وفي حديث خاص لتلفزيون الآن مع سكان مخيم تجمع الهجرة في ريف إدلب، توضح ”أم أحمد“ من ريف إدلب الجنوبي وهي نازحة منذ ثماني سنوات تضطر لمساعدة زوجها في أعمال شاقة في جمع البلاستيك والأكياس و الأعواد من بين البساتين القريبة من المخيمات، من أجل توفير الدفئ لأطفالها.
كما تضيف أنه ما جعلها تضطر إلى هذا الوضع التي تعيش فيه هو قلة الدعم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في شمال غرب سوريا وخاصة خلال ظروف البرد القارس وتسريب مياه الأمطار إلى داخل الخيم. وتضيف: ”يعمل زوجي في سوق الهال مقابل يومية 30 ليرة تركية فقط وهي لا تكفي لشراء الخبز، وهذا ما دفعني للعمل لجمع أعواد الزيتون بين الأشجار المحيطة في المخيمات من أجل الدفئ بينما نعيش بنقص من كل الجوانب“.
ويعيش 1.8 مليون من أصل 2.8 مليون نازح داخليًا في شمال غرب سوريا في أكثر من 1400 مخيم ومواقع غير مخططة ومستقرة ذاتيًا. تم تصنيف 838 موقعًا للنازحين داخليًا الآن على أنها “سيئة” و “سيئة للغاية” و “كارثية” من قبل مجموعة إدارة وتنسيق المخيمات في سوريا، مما يجعلها عرضة لعوامل الطقس القاسية والحرائق. منذ الشتاء الماضي في أكتوبر 2021، تضرر 31،041 مأوى للنازحين بسبب حوادث الطقس بدرجات متفاوتة.
وخلال الفترة نفسها دمرت حرائق 540 ملجأ ، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 116 شخصًا.
وفي حديث مع مدير مخيم تجمع الهجرة في ريف إدلب ميلاد أبو أحمد من ريف أبو الظهور، أكد أنه خلال الفترة الماضية تم استلام من قبل العوائل 150 دولار لمرة واحدة وهي غير كافية لشراء أي شيء من قبل عوائل المخيم، واضطرت جميع العوائل لاستخدامها في سد ديونها، وتم توزيعها بهدف تأمين التدفئة.
وأضاف: ”نشهد في هذا المخيم معظم العوائل تضطر على جمع أكياس النايلون و البلاستيك و أعواد الحطب من بين الأشجار بهدف تأمين التدفئة لأطفالها ونحن في هذا المخيم لم نقم إطلاقا بمناشدة أي منظمة إنسانية لمساعدتنا، رغم أنه لنا حق في ذلك بينما يعيش عشرات العوائل في هذا المخيم تحت خط الفقر تمامًا وتحاول رغم ذلك إعانة أنفسها بنفسها ولم تطلب الدعم من أي أحد والجميع هنا يحاول العمل في جميع الأعمال حتى يقوم بتأمين لقمة عيشه بينما هناك أشياء لا تستطيع الأسر عليها من تبديل الخيام والتي لم يتم تبديلها إطلاقًا منذ دخولنا على هذا المخيم منذ سنوات طويلة واليوم أصبحت الخيم غير صالحة للعيش”.