أوضاع إنسانية صعبة ومصير سياسي مجهول بانتظار سوريا في 2023
- هجوم “داعش” على سجن “غويران” في مدينة الحسكة من أعنف الهجمات التي شنّها خلال عام 2022
- لقي 3825 شخصاً على الأقل مصرعهم في سوريا خلال عام 2022
- الاقتصاد السوري عانى في 2022 بسبب تدهور الليرة التي سجّلت مستوياتٍ غير مسبوقة أمام الدولار
- تسبب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص منذ اندلاع الأزمة في 2022
شهدت سوريا في العام 2022 أحداثاً متنوعة ومتسارعة تعددت بين العسكرية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية وتأثّرت بها مختلف أنحاء البلاد، بينما لا تزال الأزمة السورية مستعصية دون أي أفق، لكنه تميز عن غيره بأنه عام الزيارات وبدء عودة العلاقات مع تركيا.
ولقي 3825 شخصاً على الأقل مصرعهم في سوريا خلال عام 2022 في أدنى حصيلة سنوية منذ اندلاع النزاع السوري قبل نحو 12 عاماً، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان يوم السبت الماضي وكان المرصد أفاد في نهاية العام الماضي عن حصيلة القتلى الأدنى مع تسجيل أكثر من 3700 قتيل.
بدء عام 2022 بهجومٍ لداعش
كان هجوم تنظيم “داعش” على سجن “غويران” الواقع في مدينة الحسكة السورية من أعنف الهجمات التي شنّها التنظيم خلال عام 2022 وتحديداً في تاريخ عشرين من شهر يناير من بداية عام 2022 الماضي، حيث أدى ذلك لمقتل حوالي 140 مقاتلاً من قوات “سوريا الديمقراطية”، كما تمكّن المئات من عناصر التنظيم المسجونين لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، من الفرار في غضون تلك الاشتباكات، لكن حتى الآن لم تعرف أعداد الفارين بشكلٍ دقيق، إذ قُدِّرت بنحو 800 عنصرٍ فقط.
ليلة مقتل زعيم داعش بإنزال جوي أمريكي
بعد العملية الهامة التي نفذتها القوات الأمريكية في مدينة أطما في إدلب شمال غربي سوريا ليل الأربعاء الخميس، والتي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش عبدالله قرداش، في مبنى مؤلف من طابقين، ومن هنا بدأت التفاصيل تظهر.
وفي حديث خاص لـ”أخبار الآن”، يقول أحد الشهود على الضربة الصحفي محمد الحاج قادر أنه ما حدث في عام 2022 من مجازر و أحداث جميعها في لا تساوي ما حصل من ليلة مقتل زعيم داعش، حيث حتى اليوم يستذكر الأهالي ما حصل في تلك الليلة التاريخية من عام 2022 حسب وصفه ويقول أنه كان لديه شعورين متناقضين حيث داعش من أكثر التنظيمات التي كانت السبب في تخريب الثورة السورية في بدايتها وكانت شبيه المرض أو الفيروس الذي دخل سوريا و أصاب الثورة في بدايتها قبل تحولها لساحة معركة للدول.
وأضاف: “أما بالنسبة لما حدث في ليلة مقتل زعيم داعش لكوني صحفي وكنت أقوم بالعمل على التحقيقات في المنطقة كنت قد لاحظت بشكل كبير الخوف و الرعب بين سكان المنطقة خاصة القريب من مكان الحدث.. وكنت أعتقد أنه سيكون هناك تنظيم بشكل أكبر للعملية من قبل قوات التحالف خاصة أحد النساء التي تعرضت إلى الإهانة و الضرب من قبل قوات التحالف”.
ولفت: “وجانب الرعب أثر على الناس حتى اليوم تتحدث عن تلك الليلة القاسية في العام الماضي وشخصيا كنت أعتقد أن تنظيم داعش قد اندثر بشكل كامل في مناطق شمال سوريا وتفاجئنا بما حصل في تلك العملية ونتمنى نهاية داعش في كل المناطق مع بداية هذا العام خاصة في مناطقنا شمال غرب سوريا.
انهيار تاريخي.. الليرة السورية
أما عن الاقتصاد السوري فتمثل الحدث الأبرز في تدهور الليرة السورية التي سجّلت مستوياتٍ غير مسبوقة أمام الدولار الأمريكي بعدما تجاوزت عتبة الـ 7 آلاف أمام الدولار الواحد خلال الشهر الماضي، ليكون نتيجة ذلك المزيد والمزيد من الفقر والبطالة في البلاد خاصة.
كما شهدت البلاد أسوأ أزمة شحّ المحروقات والمشتقات النفطية هذا العام في مناطق سيطرة النظام، لتشهد مختلف المناطق والمحافظات السورية أزمات خدمية ومعيشية خانقة، حيث شُلت كل القطاعات الخدمية في سوريا.
بعد قطيعة دامت 11 عاما.. تقارب بين دمشق وأنقرة!
بينما تخشى أوساط المعارضة السورية أن يأخذ مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري منحى تصاعدياً مع بداية 2023، وأن يكون فتح الطرق الدولية، والمعابر التجارية أمام حركة البضائع التركية أولى علامات التطبيع بين الجانبين، وعلى ما يبدو أن مخاوف المعارضة السورية واقعية لحد كبير.
ومع بداية العام الجديد تحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن خطوة واحدة تفصل لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان برئيس النظام السوري بشار الأسد، وفيما اعتبر رداً منه على ما ذكرته وسائل إعلام موالية للنظام السوري، أن تركيا أكدت أنها “ستسحب قواتها من شمال سوريا”، قال أوغلو إن ذلك يتطلب تقدم العملية السياسية هناك.
وأوضح جاويش أوغلو في تصريحات الأحد اليوم الأول من العام الجديد 2023 أن “وزير دفاعنا ورئيس مخابراتنا قدما موقفنا والتفسير اللازم خلال الاجتماع في موسكو، لكننا نقول دائماً إنه إذا كان هناك فراغ، فلا ينبغي أن تملأ المنظمات الإرهابية هذه الفجوة.. نقول دائماً إن هذه أراضٍ سورية.. وليست لدينا أطماع فيها.. لكن يجب أن يكون هناك استقرار في شمال سوريا، ويجب اتخاذ بعض الخطوات في العملية السياسية.. نحن نقول هذا منذ فترة طويلة”.
وفي هذا السياق ترى أم محمد الحلبي (اسم مستعار) وهي نازحة منذ بداية المظاهرات السورية في مخيمات شمال غرب سوريا ولديها ثلاث شباب قتلى بسبب الحرب كونهم كان لديهم انخراط بالصفوف العسكرية للدفاع عن مدنهم في بداية الأحداث السورية، كما تصف واليوم هي التي تقوم برعاية أطفال أبنائها القتلى بعد ان رفضت أمهاتهم النزوح.
أيضًا تؤكد أنها مستعدة لتقديم أحفادها وهم فلذة كبدها بعد أن قدمت أبنائها بهدف عدم مصالحة الأسد كما تقول لن نشهد من التدخل التركي في مناطقنا إلا الخيانة والطعن كما حدث في جنوب إدلب قبل 3 أعوام ومنذ تدخله في مناطقنا كانت لديه أهداف، وعندما سوف يتركنا لأيدي القتلة بشار ستكون له أهداف.
وكما تصف أنه كان لديها انخراط كبير في صفوف الثورة عندما بدأت في عام 2011 وحتى بعد أن تحولت الثورة السورية من سلمية لعسكرية كانت تقوم بالطبخ للمقاتلين السوريين المعارضين في قريتها جنوب حلب واليوم أصبح همها هو تعليم أحفادها و تربيتهم كونها أصبحت المعين الوحيد لهم.
وفي حال كان هناك تسليم للنظام السوري سيكون مصيرها القتل او الاعتقال كونها كانت من أحد البارزين في المظاهرات النسائية و مساعدة رفاق أبنائها القتلى مشيرة إلى رفضها التام للمصالحة مع النظام السوري وكما تذكر أنه رغم أنها أصبحت كبيرة في العمر إلا أن ذلك لم يمنعها من الخروج في يوم الجمعة الماضي في مظاهرات خرج بها شمال سوريا تحت عنوان لن نصالح وقبيل هذا التقارب، هددت تركيا مراراً بشنّ توغلٍ برّي جديد في مناطق قوات “سوريا الديمقراطية”، لكنها اكتفت بشنّ ضرباتٍ جوية ومدفعية استهدفت مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات على طول الشريط الحدودي السوري ـ التركي
ومنذ اندلاع الحرب السورية في عام 2011، تسبب النزاع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والاقتصاد، ودفع أكثر من نصف السكان إلى النزوح داخل سوريا أو التشرد خارجها.