واقع التعليم في الوطن العربي ومعدلات محو الأمية
تختلف مقاييس تحديد الأمية بين العجز عن القراءة والكتابة، وبين العجز عن مواكبة التكنولوجيا في العصر الحديث. لكن ما لا يختلف هو أن الأمية بكل أنواعها تشكل خطراً كبيراً على المجتمعات وأن مكافحتها هو مطلب أساسي لدى أغلب دول العالم.
الأمية تحدث نظرًا لظروف مختلفة، فهناك من لم يذهب للمدارس من الأساس بسبب الفقر وعدم توفر التعليم، ويوجد من لم يتعلم بسبب الظروف الأمنية والحروب والنزاعات.
وضعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” الإطار العربي لوصف مؤهلات المتحرر من الأمية، ضمن وثيقة استرشادية في العام 2019، وأكدت على الحاجات المعرفية الأساسية.
وتشير ألكسو إلى الحاجة لموضوعات تعليمية تعمق الوعي السياسي بما يتعلق بحق المواطن بالإدلاء بصوته في الانتخابات، وتمكين المتحرر من الأمية من ممارسة حقه الدستوري، إضافة إلى تمكينه من مهارات الإنترنت والتكنولوجيا وضبط الذات والوقت، وغيرها.
تكشفت ألكسو أن معدل الأمية في الدول العربية بلغ 27,1 في المئة مقارنة بـ16 في المئة على مستوى العالم.
وحسب الكسو فإن عدد الأميين في العالم العربي يقارب الـ54 مليون شخص، وهو عدد مرشح للارتفاع في ظل الأوضاع التعليمية المتردية والأزمات التي تمر منها المنطقة، إلى جانب النزاعات المسلحة التي تسببت إلى الآن في عدم التحاق قرابة 13,5 مليون طفل عربي بالتعليم النظامي.
ويشير التقرير الاقتصادي العربي الموحد 2022 الصادر عن صندوق النقد العربي إلى أن نسبة الأمية بين البالغين (15 سنة وما فوق) قدرت في الدول العربية بنحو 24,6 في المئة وهي بذلك تفوق مثيلاتها في جميع الأقاليم في العالم، باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء، حيث بلغت نحو 33,9 في المئة.
وفي حين تحتاج محاربة الأمية إلى تمويل ومؤسسات داعمة، يلفت التقرير الصادر عن ألكسو إلى النسبة الضئيلة من الإنفاق الحكومي على التعليم من الناتج المحلي في بعض الدول العربية.
ففي البحرين شكل هذا الإنفاق 2,33 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي خلال 2017، وفي الأردن 3,07 في المئة من 2019، أما في تونس فشكل 6,6 في المئة خلال العام 2015، حسب معهد اليونسكو للإحصاء.
أما بالنسبة إلى تطور معدل البقاء في الدراسة إلى السنة الأخيرة من التعليم الابتدائي فيشير معهد اليونسكو للإحصاء إلى أن هذه النسبة انخفضت في الجزائر من 93,8 في المئة خلال العام 2014 إلى 91,6 في 2018. وكذلك تراجع في البحرين من 98,6 في المئة خلال العام 2015 إلى 96,8 في المئة خلال 2018.
لكنها ارتفعت في مصر من 96.4 في المئة في 2016 إلى 99 في المئة بـ2018، وهي أعلى نسبة على صعيد الدول العربية التي تتوافر فيها الإحصاءات.
جهود محو الأمية
الإمارات ومبادرة تحدي محو الأمية في العالم العربي – 2030
تستهدف مبادرة تحدي محو الأمية 30 مليون شاب وطفل عربي حتى العام 2030 وذلك بالتعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومنظمة اليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
تم إطلاق المبادرة عام 2017 من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لدى افتتاح الدورة الرابعة من قمة المعرفة التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
سلطنة عمان
شاركت سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم في الاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية، والذي يصادف الثامن من يناير من كل عام.
وقد بذلت الوزارة جهودًا في محو الأمية من خلال استراتيجيات ومشاريع وبرامج تم تفعيلها عبر ما يزيد عن أربعة عقود من الزمان، ويعد نظام محو الأمية وتعليم الكبار جزءًا مهمًا من حركة التعليم المتصاعد التي ينعكس أثرها في التنمية الشاملة التي تنتهجها حكومتنا الرشيدة،
بلغ عدد القرى المتعلمة في كافة محافظات سلطنة عمان 29 قرية متعلمة، بينما بلغ إجمالي المراكز لشعب محو الأمية 318 مركزًا، أما عدد الدارسين المسجلين في فصول محو الأمية في العام الدراسي المنصرم 2022- 2023 بلغ 2623 دارسا ودارسة.
مصر
تعمل مصر على استغلال كافة الإمكانيات لإنجاح منظومة محو الأمية وتعليم الكبار ضمن خطة الدولة لإعلان “مصر بلا أمية” ووصلت نسبة الأمية فى مصر وفقا لتعداد 2017 إلى 25.8% ووضعت الحكومة خطتها فى إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى البلاد لتقليص تلك النسبة.
وجاءت أبرز جهود الحكومة والهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار فى هذا الصدد: محو أمية (102,191) مواطنًا خلال العام المالى 2020/2021 وأكثر من 112 ألف مواطن خلال عام 2022 وفقا للدكتور رضا داوود رئيس إدارة التخطيط والخدمات بهيئة تعليم الكبار.
الجزائر
الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار. هي إحدى الهيئات التابعة لوزارة التربية الوطنية الجزائرية، وهي مكلفة بتعليم الكبار إلى جانب محو الأمية.
يعمل الديوان الوطني لمحو الأمية على توفير التربية القاعدية الجيدة التي تضمن للدارسين كفاءةً تخدمهم طيلة حياتهم وتكون سبباً لاكتسابهم مهارات جديدة، كما يساعد على التحرر من الأمية وضمان آفاق التكوين المتواصل للمتحررين.
تعمل اليونسكو على تحقيق رؤية محو الأمية للجميع منذ عام 1946 إيمانا منها بأن اكتساب مهارات محو الأمية وتحسينها في جميع مراحل الحياة هو جزء لا يتجزأ من الحق في التعليم ويجلب معه التمكين والفوائد الهائلة.