خليجي 25 في البصرة يعكس صورة العراق العربية
تعيش مدينة البصرة العراقية المعروفة بثرواتها النفطية ودفعها فواتير الحروب، مظاهر وكرنفالات اجتماعية وتراثية غير مسبوقة، خلال استضافتها بطولة خليجي 25 .
واعتمدت اللجنة المنظمة للبطولة السندباد تعويذة ونصب في شارع الكورنيش مجسم كبير لها، يجتمع حولها المئات من المشجعين طوال ساعات النهار لالتقاط الصور التذكارية.
وعادت إلى الواجهة صورة العراق التي يريد أبناؤه إظهارها. صورة بدر شاكر السياب أحد أبرز رواد الشعر الحر في العالم العربي، وشارع الفراهيدي توأم شارع المتنبّي في بغداد الذي يجمع الموروث الأدبي للمدينة الجنوبية.
كما أقبل المشجعون أيضاً على زيارة متحف البصرة الحضاري الذي افتتح في العام 2016 ويتخذ من أحد القصور الرئاسية الفخمة التي بنيت في عهد صدام حسين.
يقول الإداري في المتحف حيدر الحلفي لفرانس برس إنه “منذ انطلاق بطولة خليجي 25 نستقبل مئات الزائرين يومياً من دول الخليج” للوقوف على الطراز العمراني الزخرفي الذي يعود عميقاً في التاريخ.
وفي قاعة أخرى خصصت لعرض قطع نقدية تعود إلى العصر البابلي وتماثيل فخارية، راح الإماراتي أحمد الكعبي يتفحصها عبر عدسات مكبرة متحركة وضعت على واجهة العرض الزجاجية.
وللمفارقة، فإنه بسبب الحركة التجارية البحرية، عرفت أسواق تجارية في المدينة بأسماء دول كانت مصدراً لإيصال السلع والبضائع إليها مثل سوق الكويت، وسوق الهنود المخصص للبهارات والتوابل والشاي. ولكن لم يتبقَ من تلك الأسواق غير أسمائها.
لكن رغم المتعة، تبقى السلبيات حاضرة على الصعيد الخدمي، إذ عانى المشجعون من مشاكل الوصول إلى ملاعب المباريات لعدم توفير السلطات المحلية واللجنة المنظمة باصات لنقلهم إلى الملاعب.
وتتسبب الازدحامات باختناقات مرورية يومية في شوارع المدينة نتيجة تردي مستوى الخدمات، وشبكات الطرقات التي عفا عليها الزمن.
وعانى عدد من المشجعين أيضاً من قلة الفنادق الحديثة الملائمة للإقامة طيلة فترة البطولة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الإقامة حيث بلغت كلفة الليلة الواحدة بين 250 و400 دولار.
أدى ذلك إلى اضطرار أعداد كبيرة من المشجعين، خصوصاً القادمين من البحرين والإمارات، للسفر إلى محافظتي كربلاء والنجف جنوب البلاد والعودة في يوم المباريات إلى البصرة لعدم وجود فنادق كافية، وفق إحدى الشركات السياحية.
وتعد شخصية السندباد البحري من أشهر الشخصيات التي ظهرت في التراث العربي، ورغم شهرتها فإن أصول هذه الشخصية لم يزل مُختلفاً عليهاو المعروف أن السندباد هو تاجر، وبحار، ومغامر عربي شهير، عاش ببغداد في عصر الدولة العباسية، وبدأ بالإبحار من ميناء البصرة، وانطلق في مغامرات عجيبة عبر البحار والمحيطات، ليصل إلى أبعد السواحل وأغرب الجُزر.