صورة متداولة لطابور من شاحنات الحليب في تونس
في ظلّ تواصل أزمة نقص الحليب التي تشهدها تونس، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صورة ادّعى ناشروها أنّها لشاحنات محمّلة بالحليب خرجت من ”مخازن المحتكرين“ إلى الأسواق.
وتظهر في الصورة عشرات الشاحنات المصطفّة على طريقٍ، وجاء في التعليق المرافق لها: ”فجأة خرج الحليب إلى السوق.. المحتكرين أخرجوا السلعة كيلا تفسد“.
وحظيت الصورة بآلاف المشاركات من صفحات عدّة في مواقع التواصل في ظلّ أزمة نقص في الحليب تشهدها تونس منذ أكتوبر الماضي، وتأكيد الرئيس قيس سعيّد أن سبب الأزمة هو المضاربة والاحتكار.
ويتطلّب تزويد السوق التونسية يوميًا بمليون و800 ألف لتر، غير أن الإنتاج المحلي لا يوفر سوى مليون و200 ألف لتر.
ويُضاف إلى ذلك نفاد المخزون الاستراتيجي في بلد يناهز عدد سكّانه 12 مليون نسمة.
ما حقيقة الصورة؟
إلا أن الصورة المتداولة لا علاقة لها بكل ذلك. فقد أرشد البحث إليها منشورة في مواقع إخبارية تركية عدة في مايو 2022، إلى جانب صورٍ تُظهِر مزيدًا من الشاحنات في الطابور نفسه.
وقد جاء في التعليق المرافق لها أنها تُظهِر شاحنات لنقل البضائع متجهة من تركيا إلى بلغاريا.
وشكّلت هذه الشاحنات المحملة بالمنتجات التركية والمتوجهة نحو الأسواق الأوروبية طابورًا امتدّ على 22 كيلومترًا، وذلك بفعل الزيادة الكبيرة في الصادرات التركية، إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، وعدم استعداد السلطات الحدودية البلغارية لاستقبال هذا الكم من المركبات.