ضغوطات مناخية تحدق بأهوار العراق تُسبب الجفاف والعطش
- اختفاء مساحات شاسعة من الأراضي الرطبة في أهوار بلاد ما بين النهرين
- واجه العراق للعام الثالث على التوالي موجة جفاف شديدة ودرجات حرارة لاذعة تجاوزت 50 درجة مئوية
من جديد عادت الحياة إلى أهوار بلاد ما بين النهرين جنوبي العراق، بعدما أنعشتها المياه قليلًا، لتُعيد البهجة إلى الرعاة في هذه المنطقة التي عانت كثيرًا من الجفاف، إذ اتجهت الجواميس السوداء لتضرب بحوافرها المياه بين سيقان القصب.
وكانت الأهوار – التي صُنفت كموقع للتراث العالمي لليونسكو -، قد أصيبت بالعطش والتراب خلال فصل الصيف الماضي، بسبب الجفاف، في البلدِ الذي يُعاني بالفعل من ضغوط مناخية وانخفاض التدفق من نهري دجلة والفرات بسبب السدود التي أقيمت في المنبع بتركيا وإيران.
وجاء الشتاء ليحمل معه الأمطار الموسمية، وهو ما يُوفر الراحة في الأهوار.
وفي هذا الصدد، تمكن مصورو وكالة فرانس برس من رصدِ اختفاء مساحات شاسعة من الأراضي الرطبة التي حلت محلها تربعة متصدعة تكتسي بشجيراتٍ جافة، وذلك في أهوار الحويزة أو في الجبايش.
من ناحيته قال مسؤول في محافظة ذي قار الفقيرة والريفية في وقتٍ سابق، إن 1200 عائلة غادرت الأهوار والمناطق الزراعية في جنوب العراق في غضون 6 أشهر بسبب قلة المياه، كما نفق 2053 جاموسًا خلال الفترة نفسها.
موجة جفاف متواصلة
هذا وواجه العراق للعام الثالث على التوالي موجة جفاف شديدة ودرجات حرارة لاذعة تجاوزت 50 درجة مئوية خلال صيف 2022.
أقر المهندس حسين الكناني مدير عام مركز انعاش الأهوار والأراضي الرطبة بتسجيل “تحسن تدريجي”. وقال لوكالة فرانس برس “تم استغلال مياه الأمطار وتحويلها من خلال الجداول والأنهار “الى الأهوار.
وقال الكناني “ارتفع منسوب المياه في الجبايش بأكثر من 50 سم مقارنة بشهر كانون الأول/ديسمبر، وأكثر من 30 سم في الحويزة”.
في تموز/يوليو، رصدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) الانخفاض الحاد في مستوى المياه، وأشارت إلى ما لذلك من “آثار كارثية على سبل عيش أكثر من ستة آلاف أسرة ريفية فقدت جواميسها التي تعد مصدر رزقها الوحيد”.