آلاف القتلى والجرحى والمفقودين في سوريا
- أحد العاملين بالدفاع المدني في سوريا: منذ بداية الزلزال بدأنا العمل وبلغ عدد ساعات عملنا 36 ساعة متواصلة دون توقف
- 8 مبان دمرت بشكل كامل في مدينة سرمدا لوحدها
- صحفي شاهد لحظة وقوع زلزال سوريا: عند وقوع الزلزال كانت الناس تظن أنه قصف عنيف
و لقي ما لا يقل عن 1712 شخصًا حتفهم، وأصيب أكثر من 3749 شخصًا آخرين، وفقا لوزارة الصحة ومنظمة الخوذات البيضاء اللتين تقومان بحصر الضحايا في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وتلك التي تسيطر عليها المعارضة على الترتيب.
وقضت آلاف العائلات ليلتها في العراء أو في سياراتها، بسبب عشرات الهزات الارتدادية التي كانت معظمها بقوة تزيد على 4 درجات، وبسبب تعرض المباني غير المدمرة لتصدعات خطيرة، حيث سارعت الفرق الإغاثية والتطوعية لبناء خيم جماعية لإيواء الأطفال والنساء، في وقت تضرب فيه عاصفة مطرية المنطقة، وتنخفض درجات الحرارة تلامس الصفر.
36 ساعة دون توقف رغم قساوة الجو والبرد
وفي حديث خاص لأخبار الآن يقول عبيدة عثمان مدير مركز سرمدا للدفاع المدني إنه “منذ بداية الزلزال بدأنا العمل وبلغ عدد ساعات عملنا 36 ساعة متواصلة دون توقف وعملنا على إنقاذ المصابين من تحت المباني وكذلك إخلاء الجرحى إلى المشافي بشكل عاجل وكان في مدينة سرمدا لوحدها 8 مبان دمرت بشكل كامل وفي أماكن مختلفة، ما شكل صعوبة في عملنا خاصة وأننا نفتقر بشكل كبير للمعدات”.
ويضيف عثمان “الزلزال الذي ضرب المنطقة يعتبر أول مرة يمر علينا نحن كدفاع مدني وغير مجهزين له ومع ذلك بذلنا قصار جهدنا من اجل إنقاذ الأهالي من تحت الركام وتحت هذه الأنقاض رغم قساوة الجو و البرد و الثلج ولم نتوقف عن العمل في جميع هذه الظروف وكانت آخر حالة عملنا عليها قبل قليل انتشال أم وابنتها واستغرق الأمر ما يقارب الخمس ساعات عمل”.
صحفي شاهد على لحظة وقوع الزلزال في سوريا
ومن جهته يقول الصحفي الشاهد على ما حصل منذ الساعات الأولى للزلزال في سوريا عمار الصيفي من مدينة بنش أنه في بداية الزلزال كان بهزة خفيفة ومن ثم بدأت في التسارع وفي البداية كانت الناس لم تدرك أنه زلزال والأمر غريب جدا بالنسبة لنا وكانت الناس تظن أنه قصف عنيف وعلى العكس الناس بدل من الانتشار في الشوارع والخروج من المباني هرعت إلى الأبنية ظناً منها أنه قصف عنيف من قبل قوات النظام السوري عليها والتي اعتادت عليه. ويواصل الصيفي حديثه “أنه مع الأسف هناك قسم كبير من الناس لم يكن يدرك أن الأمر زلزال وعليه الخروج وكان ضحية أو عالق تحت أنقاض منزله”.
ويذكر الصيفي ان هول ما حدث كان جدا كبير “ناس تصرخ أطفال تبكي وتصرخ الناس في الشوارع ولم يبقى مكان أمن المطر والثلج يهطل درجات الحرارة المنخفضة والجميع لم يعلم ماذا عليه أن يفعل”.
ويشير الصيفي أنه لليوم الثاني على التوالي يتم انتشال الناس من تحت الأنقاض ويتوقع استمرار العملية لأسابيع أخرى كون الكثير من الناس ما زال عالقا تحت الأنقاض ومع الأسف ما حدث كان أكبر من طاقة الدفاع المدني مما يستوجب من المدنيين مساعدة الدفاع المدني والعمل على إخراج الناس من تحت الأنقاض.
وناشدت سوريا، المجتمع الدولي “مدّ يد العون” لها لدعمها بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد ومركزه تركيا، موقعاً مئات القتلى وآلاف المصابين”.
الجدير بالذكر أن زلزالاً ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا فجر الإثنين 6 فبراير/شباط بلغت قوته 7.9 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة وعشرات الهزات الارتدادية مخلفة خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدين.
وتتواصل عمليات البحث عن ناجين من الزلزال القوي الذي أودى بحياة أكثر من 8 آلاف شخص في تركيا وسوريا.
ويعيش نحو نصف السوريين المتضررين من الزلزال في مناطق يسيطر عليها نظام دمشق الخاضع للعقوبات الغربية.
ويعيش النصف الآخر في منطقة إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في البلاد، وأجزاء متاخمة من محافظة حلب تسيطر عليها المعارضة المدعومة من تركيا على الحدود التركية.