قلعة حلب.. تاريخ صامد رغم الكوارث
تعرضت مبانٍ ومتاحف ومواقع أثرية في سوريا لأضرار متباينة، جراء الزلزال العنيف الذي ضرب جنوبي تركيا، وشمال غربي سوريا، أمس، بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر.
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، في بيان، إن التقارير أشارت إلى «وقوع أضرار بقلعة حلب التاريخية، منها سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية».
وأضاف البيان «سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار، كما تعرضت بعض القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب».
تاريخ قلعة حلب
وتعد قلعة حلب الواقعة فوق تل في وسط المدينة القديمة، من أكبر وأقدم القلاع في العالم، وتعد مثالاً على القوة العسكرية في الفترة الممتدة من القرن الثاني عشر إلى القرن الرابع عشر، كما تضم داخلها شواهد على حضارات تعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وصولاً إلى الحقب الإسلامية، ما دعا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، إلى إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي.
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف، إن الفنيين في مديرية آثار حلب، يقومون بمعاينة المدينة القديمة التي تعرضت لأضرار وانهيارات وتصدعات في الكثير من المباني السكنية، خاصة في حي العقبة التاريخي المتاخم لسور المدينة الغربي، وحي الجلوم التاريخي.
الزلزال، الذي يعد الأسوأ في سوريا منذ عقود، أدى كذلك إلى إلحاق أضرار في معالم أثرية أخرى، منها قلعة المرقب الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شرقي مدينة بانياس على الساحل السوري.
أضرار وتصدع
وقالت المديرية العامة للآثار والمتاحف «وردتنا معلومات عن تضرر بعض المباني داخل قلعة المرقب. أضرار طفيفة ومتوسطة، منها سقوط أجزاء من حجارة بعض الجدران أو واجهات المباني، ومنها سقوط كتلة من برج دائري في الجهة الشمالية، حيث الأبراج الشمالية».
كما أشارت المديرية إلى تأثر بعض المباني التاريخية في محافظة حماه، حيث سقطت بعض الواجهات لهذه المباني، مع حدوث تشققات وتصدعات بجدرانها، وكذلك وقعت أضرار في مدينة السلمية الواقعة على بعد 30 كيلومتراً إلى الشرق من حماه، وشوهدت أجزاء متساقطة من الجدران الخارجية لقلعة شميميس.