حلب عاصمة الصناعة السورية أكثر المدن تضرراً من الزلزال المدمر
تعتبر مدينة حلب التي مزقتها الحرب من أكثر المدن المتضررة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاءً من تركيا أيضاً.
وتجاوز عدد ضحايا الزلزال العنيف أكثر من 1600 قتيل في المدينة في حصيلة مرشحة للزيادة كل ساعة بسبب وجود مئات العوائل تحت أنقاض الأبنية والمنازل المدمرة.
وأكدت فرق الطوارئ أن العديد من المنازل تضررت من الزلزال أو انهارت تماماً، ولا يزال الكثير من السكان عالقين تحت أنقاض البنايات.
ويقيم في حلب ملايين اللاجئين الذين تشردوا بعدما أفقدتهم الحرب منازلهم.
وتقتسم قوى عدة السيطرة على المدينة، أبرزها القوات الحكومية، وقوات يقودها الأكراد علاوة على جماعات من المعارضة. ولا تزال تلك الأطراف منخرطة في الصراع في المنطقة.
ووفقاً لمصادر منفصلة عن الحكومة السورية وجماعة الخوذ البيضاء للإنقاذ – التي تعمل في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية في حلب – توفي حوالي 1600 شخص في المنطقة حتى الآن بعد الزلزال.
طالت الأضرار التي خلفها الزلزال العنيف مواقع أثرية عدة أبرزها قلعة حلب وقلعة المرقب” في مدينة بانياس، على ما أعلنت المديرية السورية للآثار والمتاحف.
فقد أفادت المديرية في بيان سقوط “أجزاء من الطاحونة العثمانية داخل قلعة حلب (شمال البلاد) وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية”.
وسقطت كذلك “أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي” الواقع داخل القلعة، التي تضررت مداخلها وسقطت أجزاء من حجارتها “ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي”.
يطغى على المدينة صوت الجرافات وصراخ فرق الإغاثة، فيما أغلقت المحال أبوابها. وافترش السكان الشوارع والباحات برغم دراجات الحرارة المنخفضة، منهم من فقد منزله ومنهم من يخشى هزات ارتدادية جديدة تأتي على مبان إضافية.
كما انهمك سكان، اليوم الثلاثاء، في دفن موتاهم، ومنهم من لم يتمكن حتى من اتباع طقوس الدفن المعتادة. وقال سكان إنهم اضطروا لدفن موتاهم مباشرة بعد انتشالهم من تحت الأنقاض، كما أنه يتم أحياناً دفن الأم مع ابنتها والأب مع ابنه.
منطقة منكوبة
وضرب الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر للزلازل، المنطقة الاثنين في 04:17 صباحا بالتوقيت المحلي، بينما تحدد مركزه على عمق 17.9 كيلو مترا تحت سطح الأرض في مدينة غازي عنتاب التركية.
وبعد حوالي 12 ساعة، ضرب زلزال آخر – بنفس القوة تقريبا – المنطقة على بعد 130 كيلو متر في اتجاه الشمال.
وقال سكان من مدينة حلب لوكالة أنباء رويترز إنهم ليس لديهم مأوى سواء لأن منازلهم انهارت أو لأنهم خائفين من المزيد من الزلازل.
ووصف متحدث باسم جماعة الخوذ البيضاء لأعمال الإنقاذ مدينة حلب بأنها “منطقة منكوبة”، مؤكدا أن هناك أسر لا تزال عالقة تحت الأنقاض.
وقال أحد سكان مدينة جنديرس في حلب لوكالة الأنباء الفرنسية إنه فقد 12 من أفراد عائلته جراء الزلزال بينما قال آخر إن أقاربه لا يزالون عالقين تحت الأنقاض.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، تم الدفع بجميع خدمات الطوارئ إلى المنطقة، بما في ذلك قوات الجيش وطلاب متطوعين.
وقالت لجنة الإغاثة الدولية، وهي مؤسسة خيرية يصل طاقم العمل الخاص بها على الأرض في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية إلى ألف عضو، إنها بدأت بالفعل إجراءات مكافحة أول انتشار للكوليرا في عشر سنوات وأنها كانت تستعد في الوقت الحالي لهبوب عاصفة ثلجية عندما ضرب الزلزال المنطقة.