منها معدات طبية وسلع غذائية.. تركيا وسوريا يستقبلان مساعدات عراقية
تتوافد على تركيا العشرات من فرق البحث والإنقاذ والفرق الطبية من دول عديدة لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب 10 ولايات تركية فجر الاثنين الماضي إلى جانب مناطق الشمال السوري والذي تسبب بكارثة كبيرة تسببت بمقتل واصابة اكثر من 120 ألف وتهجير عشرات الآلاف في أجواء باردة جداً.
والعراق أحد هذه الدول التي وقفت مع تركيا في هذه الأزمة، فقد وصل أول فريق من متطوعي الهلال الأحمر العراقي المكون من (150) مسعف إلى تركيا لمساندة فرق الهلال الاحمر التركي والجهود الإغاثية وجهود الإجلاء والإنقاذ هناك ويرافق الفريق العراقي عدد من سيارات الإسعاف وعيادة طبية متنقلة ومواد طبية للإسعاف الأولي بدعم من الحكومة العراقية، بالإضافة لوصول طائرتين محملتين بالمواد الغذائية كوجبة أولى من المساعدات الإنسانية إلى غازي عنتاب.
وفي الجانب الآخر فقد وصل إلى سوريا ضمن أول دفعة من المساعدات الإنسانية على متن طائرات القوة الجوية العراقية رفقة فريق إغاثي من الهلال الأحمر العراقي (60) طنًا من المواد الغذائية والإغاثية والطبية، وكذلك خيم إيواء وإسعاف أولي وغيرها.
وأرسلت وزارة التجارة العراقية يوم الأربعاء الماضي 650 طناً من المواد الغذائية نحو سوريا، وكانت الحكومة العراقية قد ارسلت في وقت سابق أيضاً قافلة من الصهاريج المحملة بمليون لتر من الوقود تتضمن 500 ألف لتر من البنزين و500 ألف لتر من زيت الغاز الى سوريا.
أيضًا إقليم كوردستان العراق هو الآخر أرسل العديد من المساعدات، فقد أعلنت وزارة الصحة في إقليم كوردستان، يوم الخميس، أنها أرسلت قرابة 20 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى تركيا مشيرة إلى أنها تعمل على إرسال مساعدات إلى سوريا أيضًا إلا أنها تواجه صعوبة في ذلك.
وقال المتحدث باسم حكومة اقليم كوردستان جوتيار عادل في مؤتمراً صحفياً ان 84 كادرًا صحيًا، و30 طبيبًا متخصصًا توجهوا إلى تركيا لمعالجة المصابين جراء الزلزال في تركيا، منوهًا إلى إرسال 25 سيارة اسعاف إلى تركيا وأربع شاحنات من المساعدات إلى تركيا وسوريا.
وفي يوم الإثنين الماضي وبعد ساعات على الزلزال المدمر كان فريق مُدرّب من مؤسسة بارزاني الخيرية في مجالات الاستجابة للطوارئ قد توجه إلى تركيا عبر منفذ إبراهيم الخليل، مزود بكافة المستلزمات الطبية، لمساعدة ضحايا الزلزال، حيث تتكون القافلة الأولى من 15 سيارة و 50 عامل إسعاف وإنقاذ وتشكلت الفرق من وزارتي الداخلية والصحة ومؤسسة بارزاني الخيرية.
وفي مساء يوم أمس خرجت من مدينة زاخو 12 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والملابس متجهة نحو تركيا كمساعدات إنسانية.
وفي يوم أمس الخميس بدأت في مدينة دهوك باقليم كوردستان العراق حملة كبيرة لجمع التبرعات والمساعدات لمتضرري تركيا وسوريا من الزلزال التي اعلن عنها محافظ دهوك الدكتور علي تتر في وقت سابق.
وقالت وارڤين صباح التي تعمل في دائرة الهجرة والمهجرين بمحافظة دهوك في حديث لأخبار الآن: “افتتحنا 5 مراكز لاستلام المساعدات والتبرعات في مدينة دهوك فقط بينما في عموم المحافظة هنالك 40 مركز لاستلام التبرعات والمساعدات”.
وأضافت: ”التبرعات التي نستقبلها ستذهب لمتضرري الزلزال في تركيا وسوريا وتشمل النقود والمواد الغذائية واحتياجات الناس من سجادات أرضية وبطانيات”.
وقالت وارڤين: ”ستستمر هذه التبرعات لمدة خمسة أيام وستفتح المراكز أبوابها للتبرع من 10:00 صبحاً حتى 5:00 مساء”.
تقول وارڤين “منذ اليوم الأول رأيت الناس لديها روح المساعدة ويتدفقون بكثرة للمساعدة وهنالك مساعدات حتى من أطفال صغار ، ومساعدات من فقراء أيضاً هنالك من يجلب 10 آلاف دينار عراقي (6.6$) وكذلك 5 آلاف دينار”.
يتحدث آرام عبد السلام البالغ من العمر 23 عامًا وهو من سكان مدينة دهوك لأخبار الآن ويقول: “جدًا متأسفين وحزينين لما حصل لإخواننا في تركيا وسوريا لكن يبقى هذا من الظواهر الطبيعية التي تحدث والتي هي بمشيئة الله”.
وأضاف: ”هم مثلنا بشر لذلك هذه التبرعات ليست بشيء غريب أو جديد لا ، هي شي طبيعي أن الإنسان يساعد بقية الناس عند الحاجة وعند الاستطاعة وفي الأزمات”.
وأشار: ”أبواب إقليم كوردستان دائمًا مفتوحة أمام الجميع بالتأكيد لو جاء الاتراك أو السوريون المصابين أو الذين فقدوا منازلهم بسبب هذا الزلزال فبالتأكيد منازلنا مفتوح لهم”.
ويتحدث بژير طيار الذي يبلغ من العمر 24 عاماً وهو من سكان مدينة دهوك ويقول: “هذا العمل بالتأكيد هو عمل إنساني، والشيء الأكبر من هذا ما دعتنا إليه الشريعة الإسلامية لمساعدة الآخرين ليس فقط من المسلمين هذا العمل هو لكل الناس لا يخص دين معين لذا من الواجب الإنساني أن نساعد الجميع. رغم إن ما حدث هو أمر محزن جدا لنا لكن يبقى هو شي طبيعي يحدث في كل العالم وفي أي وقت كذلك”
ويقول محمد ماجد البالغ من العمر 20 عاماً وهو يسكن في إحدى المجمعات السكنية في مدينة دهوك ويروي لأخبار الآن لحظة وقوع الهزة الأرضية في دهوك “بحدود الساعة 4:21 دقيقة فجر يوم الاثنين استيقظنا فجاة والعمارة كانت تهتز بشكل غير طبيعي، هرعنا نحن ومن في المحمع السكني بسرعة نحو الشوارع، والليل أصبح نهار ، والخوف يسيطر على الناس”.
وأضاف: “فرغت المجمعات السكنية مباشرة من ساكنيها بسبب قوة الهزة وتشققت الجدران في اغلب شقق المجمع ولازلت رفقة عائلتي خارج المجمع في بيت أقربائنا”.
وكانت تركيا ومناطق الشمال السوري قد شهدت زلزال مدمر بقوة 7.8 على مقياس ريختر راح ضحيته أكثر من 22 الف قتيل بالاضافة لأكثر من 100 الف مصاب وانهيار اكثر من 7 الاف بناية في البلدين في اخر حصيلة اعلنت عنها الجهات المعنية.
وسجلت إدارة الكوارث والطوارئ التركية 1509 هزة ارتدادية منذ الزلزال الذي ضرب البلاد الاثنين الماضي في آخر إحصائية.