زلزال تركيا وسوريا .. الكارثة الكبرى
- وصول جثث السوريين بأكياس سوداء
- معبر باب الهوى أستقبل أكثر من ألف جثة
رحلة كانت صعبة على السوريين.. هربوا من مدنهم ومناطقهم التي كانت تشهد اشتباكات مسلحة بين النظام السوري والمعارضة، خوفا على حياتهم وحياة ذويهم وبعد سنوات من اللجوء والهجرة عادوا إليها بأكياس سوداء تضم جثثهم.
وصلت أكياس جثث سوداء، تحمل لاجئين سوريين لقوا حتفهم في الزلزال الذي هز تركيا، إلى الحدود السورية عبر منفذ باب الهوى، في سيارات أجرة وعربات، أو مكدسين على شاحنات مسطحة، تمهيداً لنقلهم لمثواهم الأخير في وطنهم، الذي دمرته الحرب.
ويحمل أقارب الضحايا أوراقاً صادرة عن السلطات المحلية، تسمح بعبور الجثث بدون الأقارب الأحياء، إلى محافظة حلب، عبر معبر جيلفي جوزو الحدودي التركي و وقضى مئات السوريين المقيمين في تركيا، بينهم عائلات بأكملها، جراء الزلزال المدمر الذي ضرب عدة ولايات تركية، مركزه ولاية كهرمان مرعش.
وفي حديث خاص لـ”أخبار الآن” مع أهالي الضحايا يقول دحام الهاروش من دير الزور أنه فقد أخته و بنت عمه و ابنتها بالزلزال في تركيا، ومنذ ذلك اليوم لا يفارق الحدود السورية التركية معبر باب الهوى وهو بانتظار إحضار جثتها.
وأضاف: “نأتي إلى هنا بانتظار قائمة الأسماء التي ربما تكون أختي و عائلتها من بينهم ونبحث بين الجثث ولم نسمع حتى الآن أي خبر عنها و أصبح لي ستة أيام هنا ونحن نحاول البحث ولم نجد أي شيء”.
ومن جهته يقول أحمد علي ليل من قرية قسطون توفت لدينا عائلة كاملة مكونة من 11 فرد وتبقى من العائلة فقط طفل واحد وهناك وفاة شخصين أو ثلاثة من كل عائلة في ضيعتنا التابعة لجنديرس والتي حصلت فيها الكارثة بشكل مفجع وأيضا ابن عمي توفى و عائلته في المستشفى ونحن هنا اليوم في معبر باب الهوى بعد أن حدثت الكارثة ننتظر جثامين أقاربنا من تركيا و أيضا من سوريا.
ويقدر عدد اللاجئين السوريين في ولاية غازي عنتاب بأكثر من 462 ألفا، وفي ولاية هاتاي 433 ألف، وشانلي أورفا 430 ألف، فيما بلغ عدد السوريين في ولاية كهرمان مرعش 85 ألف لاجئ، بحسب إحصائية إدارة الهجرة التركية بتاريخ 8 أيار 2022.
وفي حديث خاص لـ”أخبار الآن” قال مدير العلاقات العامة في معبر باب الهوى مازن علوش أنه منذ اليوم الأول للزلزال وحتى هذه اللحظة يصلنا بشكل دوري جثامين أهالينا السوررين الذي قضوا في زلزال تركيا لدفنهم في أراضيهم السورية وبلغت حصيلة عدد الضحايا التي وصلتنا وحتى تاريخ اليوم ما يقارب 1100 قتيل والعدد قابل للزيادة كون عملية نقل الجاثمين من تركيا لسوريا عبر المعابر الحدودية لم تتوقف إطلاقا.
وأضاف أن إدارة معبر باب الهوى تقوم بإستقبال هذه الجنازات من قبل الجانب التركي وتسليمها لذويهم عن بوابة المعبر ليتم دفنهم في عموم المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وتستمر فرق الدفاع المدني والمتطوعون شمال غربي سوريا بالاستجابة بأقصى طاقاتها لتداعيات كارثة الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا وتركيا فجر الإثنين الماضي، مخلفاً عشرات آلاف الضحايا وآلاف المنازل المهدمة والمتصدعة، وبينما تتفاقم الكارثة كل يوم في مناطق شمالي سوريا بشكل خاص، بسبب تباطؤ الاستجابة الأممية، يصرّ أهالي المفقودين والعالقين تحت الأنقاض على الاستمرار في العمل والبحث عن بصيص أمل.
وأعلن الدفاع المدني في مؤتمر صحفي، الجمعة، انتهاء عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بالزلزال شمال غربي سوريا والبدء بعمليات البحث والانتشال بعد شبه انعدام وجود أحياء.وقال فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان الأحد، سوريا إن الزلزال المدمر تسبب بأضرار بنسبة 45 في المئة من البنية التحتية في شمال غربي سوريا.
وأضاف البيان أن الأضرار شملت مدارس ومشاف ومنشآت خدمة أخرى، وبلغ عدد المباني المدمرة كليا أكثر من 950 والمدمرة جزئيا 2900، وأصبح 11893 مبنى غير صالح للسكن. وبحسب الفريق أدى الزلزال إلى نزوح 125855 شخص معظمهم من النساء والأطفال، مشيرا إلى أن عمليات الإحصاء مازالت مستمرة، وتوزع النازحون في مخيمات جديدة وأخرى قديمة وفي بعض مراكز الإيواء وفي تجمعات عشوائية وانتقد منسقو الاستجابة تبريرات الأمم المتحدة بشأن تأخر إرسال المساعدات إلى المنكوبين، موضحا أن العوائق كما اعتبرتها الأمم المتحدة كان يمكن التغلب عليها من خلال فتح معابر أخرى مع تركيا وأشار البيان إلى أن وجود انهيار في أبنية أنشأت حديثا يكشف حالة الفساد والتلاعب بمواصفات مواد البناء، وطلب من الجهات المسيطرة “اعتقال” المسؤولين المتورطين وإحالتهم إلى الجهات المختصة للتعامل معهم وفق القانون وبلغ عدد المتضررين من الزلزال شمال غربي سوريا 624894 شخصا.
واختلفت الأضرار بين المادية والجزئية وفقدان الممتلكات وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في شمال غربي سوريا إلى أكثر من 2167 حالة وفاة وأكثر من 2950 مصاباً، والعدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض جاء ذلك في حصيلة جديدة غير نهائية نشرها الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وشملت جميع عملياته من لحظة وقوع الكارثة حتى مساء السبت 11 من شباط.