هل من الممكن أن يواجه الشمال السوري كارثة طبيعية أخرى؟
شهدت سوريا وتركيا فجر يوم الإثنين كارثة تعتبر الأقوى في التاريخ، حيث ضربت منطقة كهرمان مرعش في تركيا زلزالاً يصل شدته إلى 7.8 هرتز على مقياس ريختر.
من جهة أخرى تجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا قبل نحو أسبوع إلى 29 ألفًا مع انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة، مع استمرار البحث عن ناجين رغم تضاؤل الآمال.
ورغم مرور نحو أسبوع على حدوث زلزال كهرمان مرعش، فإن الهزات الارتدادية لا تزال متواصلة، حيث سجلت لحد الآن 70 هزة أرضية فيتركيا السبت، تراوحت بين 3 و4.7 درجات على مقياس ريختر.
أما في سوريا وتحديداً في ريف إدلب، فقد غمر المياه قرية سلقين الواقعة على ضفاف نهر العاصي القادم من لبنان، نتيجة حدوث تشققات في سد التلول، وهذا مما أثار مخاوف سكان مناطق أخرى في سيناريو مشابه قد يحصل إثر كوارث طبيعية أخرى محتملة.
توجه مراسل أخبار الآن إلى سد الفرات وهو أكبر سدود سوريا، لينضم في جولة استكشافية للتأكد فيها من سلامة جسم السد. حيث صرح الإداري في السد السيد “أحمد أوسو” بأنهم أجروا فحوصات مستعجلة عقب كارثة الشرق المتوسط، وهذه الفحوصات تتم في الأحوال العادية أيضاً، ولم يتبين لديهم أي خلل في جسمها، كون السد بني على مستوى تحمل للزلزال يصل شدته إلى ٩ على مقياس ريختر.
وأضاف، نحن نتخوف من أمر واحد فقط وهو وصول المياه في كميات هائلة إثر أي انهيارات قد تحصل في سدود تركيا، كونها الآن تحبس أكبر مخزون مائي في العالم.
من جانب آخر تحدث خبراء في الجيولوجيا بأن السدود لم تكن السبب المباشر في الكارثة ولكنها ساعدت على وقوع الزلزال من ناحية جيولوجية، كون السدود التركية بلغت ذروتها، وأصبحت من أكبر السدود في العالم من حيث المخزون، وأن هذه السدود بلغ مخزونها الاستراتيجي أكثر من651 مليار متر مكعب، كون هذه المياه تتسرب خلال الشقوق والكسور في الأرض فتنزل هذه المياه إلى الأحواض الجوفية وزيادة المياه هذا تؤدي إلى عملية توسع للكسور الموجودة في الأحواض وهذا يؤدي إلى خلخلة أو تكسير لهذه الفوالق.
وعلى ضفاف نهر الفرات في ريف الطبقة التقى المراسل بسكانها، وصرح رجل يبلغ من العمر 76 عاماً، بأنهم على ثقة تامة في هذا السد المنيع، كونه عمل به إبان تأسيسه، وهذا السد بني ليبقى، كما أن أي ازدياد في منسوب المياه فهذا سيؤثر على السكان القاطنين غربي سد الفرات.