جبلة السورية تعاني بعد الزلزال
بعدما بقيت مدينتهم لسنوات بمنأى عن الحرب والمعارك التي عصفت بسوريا، يجد سكان مدينة جبلة الساحلية أنفسهم اليوم يتقاسمون الحزن والدمار مع بقية المناطق المنكوبة في البلاد جراء الزلزال، ويعيشون المعاناة ذاتها.
وانتقلت مشاهد الدمار الذي عرفته مناطق أخرى في سوريا بفعل سنوات الحرب إلى المدينة الهادئة، بعدما تسبب الزلزال بدمار عشرات الأبنية فيها ومحاصرة مدنيين تحت الأنقاض ونزوح الناجين من منازل وأبنية متصدّعة.
ورغم أن مدينة جبلة شكّلت أحد الخزانات البشرية الرئيسية لإمداد الجيش السوري بالمقاتلين خلال سنوات الحرب، وطالتها تفجيرات محدودة، إلا أنها بقيت بعيدة عن الاشتباكات المباشرة، ولم تشهد شوارعها حرباً أو قصفاً طيلة اثنتي عشرة سنة.
وأعلنت الحكومة مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، منطقة منكوبة كحال المناطق الأخرى المتضررة جراء الزلزال.
وأودى الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا بحياة أكثر من 25 ألف شخص في تركيا وسوريا، في إحدى أسوأ الكوارث التي تشهدها المنطقة منذ قرن.
في محافظة اللاذقية وحدها، قتل 623 شخصاً على الأقل جراء الزلزال في وقت تزداد حصيلة القتلى تباعاً وفق ما أفاد رئيس الدفاع المدني في مدينة جبلة علاء مبارك.
“أكبر كارثة”
وإن كانت أبنية جبلة خلت من آثار الرصاص ومخلفات القذائف والقصف، إلا أنها اليوم باتت مشوّهة بتشققات وتصدّعات خلّفها الزلزال.
صور من حي الرميلة بمدينة جبلة الساحلية بعد #زلزال مدمر ضرب شمال #سوريا وأسفر عن مئات القتلى والجرحى في حصيلة غير نهائية#هزة_أرضية #أخبار_الآن pic.twitter.com/fe9eIije9v
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) February 6, 2023
عند مدخل المدينة، جرى إخلاء خمس عمارات متلاصقة من سكانها. ويظهر على كل منها صدعٌ كبير يمتدّ من الطابق الأرضي حتى السطح.
ودمّر الزلزال أكثر من خمسين مبنى في المدينة وريفها بشكل كامل، بينما لا يزال خمسون مبنى آخر مهدّدين بالانهيار في أي لحظة.
ووجد أربعة إلى خمسة آلاف شخص أنفسهم مجبرين منذ الإثنين على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مراكز إيواء مؤقتة في المساجد والمشافي والملعب الرئيسي في المدينة.