دخول أول قافلة مساعدات أممية عبر معبر باب السلامة بين تركيا وسوريا
دخلت أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة عبر معبر باب السلامة الحدودي بين تركيا ومناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال سوريا، وذلك بعد ثمانية أيام من الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة نحو 40 ألف شخص في هذين البلدين واعتبرته منظمة الصحة العالمية “أكبر كارثة طبيعية خلال قرن” ضمن منطقتها الأوروبية.
وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نداء طارئا لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا على مدى ثلاثة أشهر.
ودعا غوتيريش كل الدول الأعضاء إلى “تمويل كامل ومن دون تأخير” لهذه الجهود من أجل تأمين “مساعدة إنسانية يحتاج إليها نحو خمسة ملايين سوري، تشمل المأوى والرعاية الطبية والغذاء”.
وقال إن “الحاجات هائلة” و”نحن ندرك جميعنا أن المساعدات المنقذة للحياة لا تصل بالسرعة والحجم اللازمين”، لافتا إلى أن المنظمة تعمل على إطلاق نداء مماثل للتبرع لضحايا الزلزال في تركيا.
في وقت سابق دعت الولايات المتحدة كلا من دمشق والفصائل المعارضة لتسهيل دخول المساعدات.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس في تصريح للصحافيين في واشنطن “لقد دعَونا إلى السماح بإيصال هذه المساعدات من دون أي عراقيل”، مشيرا إلى أن النداء يشمل النظام والمعارضة على حد سواء.
وتابع “على الجميع أن يضعوا جانبا أجنداتهم” وأن يركّزوا جهودهم على هدف واحد هو “التصدي لحالة الطوارئ الإنسانية، الكابوس الإنساني الذي تتكشف فصوله في أجزاء من شمال غرب سوريا”.
من جهته، قال مدير الفرع الأوروبي في منظمة الصحة العالمية هانس كلوغه خلال مؤتمر صحافي عبر الانترنت “نحن نشهد أكبر كارثة طبيعية في منطقة الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية خلال قرن وما زلنا نقيّم حجمها”.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت من أنّ الحصيلة قد “تتضاعف”.
“أربع معجزات”
وفي تطور نادر بعث بصيص أمل لدى عناصر الإغاثة تمّ الثلاثاء انتشال أربعة ناجين من تحت الأنقاض في تركيا.
ففي أنطاكية تم انتشال ناجيين بعدما بقيا نحو 210 ساعات عالقين تحت الأنقاض.
وقبيل ذلك كان قد تم انتشال شقيقين بعدما بقيا 198 ساعة عالقين تحت الأنقاض.
وقال الشقيقان البالغان 17 و21 عاما إنهما بقيا على قيد الحياة بفضل تناولهما مسحوق البروتين.
وقال أحدهما في تصريح إعلامي: “كنت هادئا. كنت أعلم أنه سيتم إنقاذي. كان التنفس تحت الأنقاض ممكنا”.
لكن على الرغم من هذه المعجزات الأربع، أصبحت احتمالات انتشال ناجين من تحت الأنقاض شبه معدومة.
وقال جنكيز وهو عسكري سيبلغ الخمسين قريبا وفقد خمسة من أقربائه إنّ “الفرق التي أتت إلى هنا للبحث قالت بوضوح إنها تبحث عن ناجين. لقد عملت مدى يومين ولم تعثر على أي ناج”.
وقال حسين آملا العثور على زوجة شقيقه وأولادهما الأربعة “نتفهم إعطاء الأولوية للأحياء، لكن من حقنا أن نطالب بجثامين أقربائنا”.
وفي الظروف الراهنة تعطى الأولوية لتوفير الرعاية لمئات الآلاف بل ملايين الأشخاص الذين دمّرت منازلهم في الزلزال.
والثلاثاء قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب اجتماع للحكومة “لقد لبّينا احتياجات إيواء 1,6 مليون شخص. نحو 2,2 مليون تم إجلاؤهم أو غادروا المحافظات (المتضررة) طوعا”.
بالإضافة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالمنكوبين يعاني هؤلاء وخصوصا الأصغر سنا من صدمات نفسية.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن أكثر من سبعة ملايين طفل يعيشون في مناطق متضررة من جراء الزلزال بواقع 4,6 ملايين في تركيا و2,5 مليون في سوريا.