زلزال سوريا.. غرق قرية التلول شمال إدلب بسبب ارتفاع منسوب مياه العاصي
تسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي بغمر مياه النهر للعديد من المنازل في قرية التلول بالقرب من مدينة سلقين غربي إدلب، واقترابها من مخيم التلول للمهجرين في المنطقة.
وبحسب فريق الدفاع المدني فقد تسبب هدم المياه لسواتر ترابية كانت مجهزة لمنع فيضان مياه النهر، ما أدى لنزوح عدد من المدنيين إلى قرى قريبة.
وعملت فرق الدفاع المدني على فتح قنوات لتصريف المياه، وتقيّم الاحتياج في المنطقة، وتقديم المساعدة للأهالي.
وأكد نشطاء في المنطقة أن الزلزال سوريا تسبب في دمار كبير في منطقة التلول الواقعة بريف سلقين حيث سقطت معظم المباني الواقعة في المنطقة دون أن يكون هناك فرق إنقاذ في المنطقة واكتملت الكارثة بعد غمر المياه للمنازل.
وتسبب ارتفاع منسوب مياه نهر العاصي الواقع في منطقة غرب إدلب بتهديد من عدد من القرى والمدن ومنها بلدة دركوش ومدينة جسور الشغور وسط تحذيرات من قبل الدفاع المدني لأهالي المنازل القريبة من النهر بضرورة توخي الحذر.
وقال مراسل أخبار الآن إن جزءاً من الفالق في التربة أصاب قرية التلول في ريف ادلب حيث انخفضت الأرض بمقدار 4 أمتار جراء الزلزال.
وأضاف مراسلنا أنه حدث فالق في هذا المكان و غمرت المياه المنطقة، حيث أن جذع الأشجار التي تبدو في هذا المكان هي الآن في الماء بينما كانت على الطريق قبل ذلك.
وأوضح أن الطريق كان على نفس المستوى مع الأرض التي كانت على مستوى السطح و لوحظ الانخفاض الكبير الذي حدث في التربة نتيجة زلزال سوريا، حيث دخلت المياه وغمرت جزء كبير من المنطقة.
الإخصائي البيولوجي علي المصطفى شرح لأخبار الآن ما جرى بالمنطقة بالقول: “هبطت الجهة الشرقية لنهر العاصي وما يظهر في الصور هو المجرى الأساسي لنهر العاصي”.
وأضاف المصطفى في حديثه “على مدار التاريخ لم يحصل زلزال بهذه القوة الكامنة التي تفرغت في المنطقة لكن ما جرى من هزات أرضية قد يتسبب في كوارث أخرى مستقبلاً”.
ولفت إلى أن هبوط التربة بهذا المقدار وهو نتيجة الزلزال، فمياه العاصي حيث اتجهت لهذا المكان حتى غمرت أجزاء من هذه القرية بنسب معينة ما اضطر أهالي القرية لمغادرتها.
واصلت فرق الدفاع المدني عمليات البحث تحت الأنقاض وفتح الطرقات المغلقة وإزالة المخاطر في مناطق شمال غربي سوريا، بعد الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة.
ووثق فريق الدفاع المدني انهيار أكثر من 890 مبنى، بينما تضرر بشكل جزئي أكثر من 5000 مبنى وآلاف المباني والمنازل تصدعت في عموم المناطق التي ضربها الزلزال.
بدورها، كشفت منظمة “الصحة العالمية”، أن عدد المتضررين من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، بلغ نحو 11 مليون شخص في سوريا.
وبحسب المنظمة العالمية فإن ما يقارب 15 مليون آخرين في تركيا بينهم سوريون تضرروا وانهارت بيوتهم أو تشردوا في مراكز الإيواء.
وقالت المنظمة إن أثر الزلزال مدمر على النظام الصحي في سوريا، حيث تعرضت 20 منشأة صحية شمال غربي سوريا لأضرار كبيرة، بينها أربع مستشفيات.
بدوره، حذر المسؤول في منظمة الصحة العالمية مايك راين، من أن سوريا تواجه الآن “كارثة أخرى” تتمثل في فقدان الأرواح بسبب نقص المعدات الطبية اللازمة.
ولفت في حديثه أن الزلزال المدمر أعاد “الأزمة المنسية” في البلاد إلى الواجهة.
وشدد راين على جهوزية منظمة الصحة العالمية لإرسال كميات كبيرة من الإمدادات التي عرقلتها “قيود لوجستية”، مشيراً إلى أن العديد من المنظمات خزنت المساعدات في فصل الشتاء.
وأشار “علينا أن ندرك أن حجم هذه الكارثة كبير للغاية وأنها تفوق قدرة الجميع، وفي حال لم تتوافر المعدات، لا يمكنهم القيام بعملهم”.