التزلج في لبنان أصبح رفاهية بعد الأزمة الاقتصادية
- ما زال بعض اللبنانيين يتزلجون على المنحدرات البيضاء المغطاة بالثلوج
- المتزلجون يأتون لصرف انتباههم عن الأزمات العديدة التي تعاني منها بلادهم
على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب، ما زال بعض اللبنانيين يتزلجون على المنحدرات البيضاء المغطاة بالثلوج في الجبال بنشاط، ويقول كثيرون منهم إن ذلك يساعدهم على صرف انتباههم عن الأزمات العديدة التي تعاني منها بلادهم.
لكن هذه الرياضة، التي طالما اعتبرت مكلفة، أصبحت الآن أكثر تكلفة مع التدهور السريع للأوضاع الاقتصادية في البلاد.
فقد خسرت الليرة اللبنانية أكثر من 98 في المئة من قيمتها منذ انهيار القطاع المالي عام 2019.
وتقول الممثلة اللبنانية رانيا عيسى إنها كانت قبل الأزمة معتادة على اصطحاب ابنتها للتزلج ثلاث مرات تقريبا في الأسبوع. وأصبحت الآن تذهب مرة واحدة فقط.
وأضافت عيسى وفقا لرويترز: “هلا هي السكي (التزلج على الجليد) كانت قبل لما كنا عايشين على أيام 1500 (سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار) كانت رياضة لكل الناس، هلا اليوم بلكي صارت رفاهية أكثر، يمكن إلا للناس اللي بتقبض بالعملة الأمريكية، بالدولار، لأن باستطاعتهم إنهم ييجوا.. بينما اللي بيقبض لبناني لا يستطيع يعني، وهذا بيزعل كتير، يعني يمكن أن اليوم أقدر أطلع بنتي تعمل، خيي (أخي) ما يقدر. آه أكيد لأن الوضع اللي صار، الأزمة الاقتصادية حرمت اللبنانيين مش بس من السكي من كتير إشيا يعني، وحتى كل شي غلي، حتى الكافيهات غليت، صار كل شيء مسعر بالدولار. يعني مش أي حدا يقدر إنه يطلع مشوار سكي”.
والجبال في كفردبيان، وهي قرية تقع على بعد نحو ساعة واحدة بالسيارة من بيروت، مغطاة باللون الأبيض مع إطلالات بانورامية على البحر المتوسط. ويزور العديد من المتزلجين القرية من أنحاء المنطقة للاستمتاع بالتزلج.
لكن على عكس فترة ما قبل الأزمة الاقتصادية، عندما كانت الحركة كبيرة جدا في المنحدرات، شوهد عدد أقل نسبيا من الناس في نهاية الأسبوع الماضي.
وقال مدرب التزلج على الجليد طارق شريف: “قبل الأزمة، قبل كوفيد، قبل كل ها الأخبار اللي قطعنا فيها، السكي كان يمكن في استطاعة الناس أكثر اللي جايين، خاصة إنه ها السنة لاحظنا شوية فرق بالأسعار رغم إنه صار السعر عالدولار حتى طلعوا بالسعر. شيء بيفاجئ رغم غلا المعيشة، رغم إنه الدولار صار محلق (مرتفع جدا)، العالم (الناس) بعدها قادرة تضاين (مولعة بالتزلج)، أكيد مش كل العالم، هادي فئة صغيرة من العالم، بس بعده موسم موجود، بعض السياح اللي بدو ييجوا راح يتسلوا كتير وراح ينبسطوا كتير. الجو بيعقد”.
وقال ديفيد كوركوماز وهو مهندس كهرباء: “بصراحة أنا كأنا فرد هنا تلات.. أربع مشاوير بالموسم يعني بس إنه أكيد صارت بدك تشتغل بالدولار بتقدر تطلع عا السكي، ما بتشتغل بالدولار بتقعد بالبيت، هيدا الواقع”.
وقال محمد حمية وهو ناظر مدرسة: “هلا هيدي أول زيارة لي من بعد الأزمة، جاي أنا وعيلتي بس ما بقى فينا نطلع متل أيام زمان مع الطلاب لأن التكلفة صارت مرتفعة كتير وصار بده ينحسب بحساب، وإذا بده ييجي يعني شخص لحتى يعمل سكي.. لحتى يتعلم على سكي أو يعلم أولاده، كمان صارت مكلفة كتير” في إشارة إلى أنه كان يحضر للتزلج في رحلات مع طلاب مدرسته قبل عام 2019.
وأوضح حمية أنه يزور منحدرات التزلج مع زوجته وطفليه من جنوب لبنان، في رحلة قال إنها كلفته ما يقرب من 25 دولارا للوقود فقط.
ويتجه لبنان صوب اقتصاد قائم على الدولار، وسط تصاعد للتضخم والقيود التي تفرضها البنوك على التعاملات.