السوريون بين تدني الأجور وارتفاع سعر صرف الدولار
في السادس من فبراير الماضي وقع زلزال كبير في سوريا وتركيا وسارعت الدول لتقديم المساعدات إلى المنكوبين في سوريا، وبدورها قامت الولايات المتحدة بتجميد العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يوم وتأمل الناس الانتعاش الاقتصادي وتحسن الاحوال لكن حصل عكس ماتوقعوه تماما.
وفي جولة داخل أسواق مدينة القامشلي شمال شرق سوريا التقينا فيها بعض المواطنين ليتبين لنا تدني كبير في الأجور مع ارتفاع حاد في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.
لا تغيير في الأسعار
من ناحيته، كان الشاب حسام قمشلو يأمل في تحسن الأوضاع، وقال في إجابة عن سؤال: “هل تحسنت معيشتك بعد تجميد العقوبات؟، ليرد قائلًا: “بالرغم من تجميد العقوبات لم نلاحظ أي تغير بالأسعار وعلى العكس ارتفع سعر الدولار أكثر رغم أنه من المفترض أن يقل سعره ويتوقع أن مشكلة السوق السوداء قد أثرت كثيرًا وعدم سيطرة الدولة على هذه المشكلة يوثر بشكل أكبر.
ويُتابع حسام: “المجتمع انقسم إلى طبقتين، طبقة غنية جدًا وأخرى فقيرة جدًا وهذا الشيء أثر على الوضع المعيشي”.
رواتب قليلة جدًا
أما العم محمد محمود الرجل الستيني المتقاعد يخبرنا أن أوضاعهم في غاية السوء حيث أنه يتقاضى راتب يصل لنحو 100 ألف، أي مايعادل 13 دولار أمريكي فقط في الشهر وأنه ليس بإمكانه تدبير أموره بهذا المبلغ إلا بمساعدة من أولاده وأهله في الخارج وأن ثمن دجاجة واحدة تعادل نصف راتبه، وهذا الراتب لايكفي لمدة يومين وخاصة من لديه طلاب في الجامعات وأن هذا يؤثر على الوضع النفسي للإنسان وعلى العلاقات الاجتماعية وفي سؤالنا له حول مالم يعد بإمكانه شرائه بعد ارتفاع الأسعار يقول العم محمد إن كل شيء أصبح ناقصًا ويناشد السلطات أن تعيد النظر بأوضاع الناس خاصة مع تفشي البطالة أيضًا بين الناس.
ومن ناحية أخرى، من السوق يجلس أحمد علي بائع الأحذية وقد أنهكته الحياة بسبب سوء المعيشة، ويحدثنا قائلًا: “المعيشة صعبة جدًا”، وأن يوميته 15 ألف سوري أي مايعادل 2 دولار أمريكي وأن هذا قد تسبب في تدميرهم ولايمكنهم العيش بهذه الحالة وانه خلال الشهر لاياكلون اللحم احيانا لمرة واحدة ولديه 6 اطفال يعيشون بظروف سيئة
أسباب أرتفاع الدولار
ولنعرف أكثر عن أسباب ارتفاع الدولار وعدم تأثره بتجميد العقوبات يُحدثنا دجوار عبد العزيز صاحب شركة صرافة قائلًا: “العقوبات لم تأثر على انخفاض سعر الصرف لأنه لم يشمل جميع القطاعات”.
وأضاف: “يعيش السوريون ظروف اقتصادية صعبة منذ أعوام بسبب الحرب والعقوبات الأمريكية المفروضة عليهم، ومنذ الزلزال الذي حصل في السادس من فبراير قامت الولايات المتحدة بتجميد هذه العقوبات لتسهيل تدفق المساعدات إلى سوريا وتأمل الجميع بعض الانفراجات المعيشية لكن واقع الحال لم يتغير إلا للأسوأ”.