أصبحوا بلا مأوى وعاطلين عن العمل.. استمرار معاناة الأفارقة في تونس
بعد أسابيع من حملة القمع العنيفة على المهاجرين في تونس والتي أدت إلى اندفاع محفوف بالمخاطر للمغادرة بواسطة قوارب المهربين إلى إيطاليا، لا يزال العديد من المواطنين الأفارقة بلا مأوى وعاطلين عن العمل، ويقول البعض إنهم ما زالوا يواجهون هجمات عنصرية.
وخارج مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في تونس، وقف عشرات المهاجرين الأفارقة احتجاجا هذا الأسبوع أمام المخيم المؤقت الذي يعيشون فيه، بما في ذلك مع أطفال، منذ أن حثت السلطات أصحاب العقارات على إجبارهم على ترك منازلهم.
تقول عوضية حسن أمين، وهي لاجئة سودانية خارج مقر المفوضية في تونس: “قال لي الناس.. بما أنك في بلدنا بعد خطاب الرئيس، أليس لديك كرامة؟”.
تتابع: “التزمت الصمت وقالوا لي إنني قذارة”.
عاشت عوضية في تونس العاصمة لمدة خمس سنوات بعد فرارها من السودان ثم ليبيا مع زوجها، وهي الآن في الثلاثين من عمرها، وهي تعيش في الشارع خارج مقر المفوضية منذ أن رشق السكان المحليون منزلها في حي رواد بالعاصمة بالحجارة.
وقالت: “نريد أن نعيش في مكان ينعم بالأمن والاستقرار والسلام. لا نريد مشاكل في تونس”.
وقال جوزيفوس توماس مشيرا إلى جلد ساعده “نحن بحاجة إلى الإخلاء.. تونس ليست آمنة.. لا أحد لديه مستقبل هنا عندما يكون لديك هذا اللون.. إنها جريمة”.
في إعلانه عن حملة القمع يوم 21 فبراير، قال الرئيس قيس سعيد إن الهجرة غير الشرعية كانت مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية في تونس، وهي اللغة التي وصفها الاتحاد الأفريقي بأنها “خطاب كراهية عنصري”.
علقت باربرا ليف مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكي لرويترز بأن تصريحات سعيد أطلقت العنان لهجمات وموجة مد عاتية من الخطاب العنصري، حيث قالت جماعات حقوقية إن مئات المهاجرين أبلغوا عن تعرضهم للهجوم أو الإهانة.
رفض سعيد ووزير الخارجية التونسي الاتهامات بأنه أو الحكومة عنصرية وأعلنا خطوات لتخفيف لوائح التأشيرات للأفارقة وذكّرا الشرطة بقوانين مكافحة العنصرية.
وبينما بدا أن حملة القمع الرسمية انتهت منذ أسابيع، يقول المهاجرون إنهم ما زالوا يواجهون الانتهاكات.
على الرغم من قيام بعض دول غرب إفريقيا بإجلاء مئات من مواطنيها في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أن العديد منهم لا يزالون عالقين في تونس، غير قادرين على إعالة أنفسهم، ناهيك عن تحمل نفقات المرور إلى الوطن أو دفع مئات الدولارات للمهربين لنقلهم إلى أوروبا.
يتساءل مؤمن سو، من مالي: “تونس بلد إفريقي. لماذا يفعلون بنا أشياء عنصرية؟”، ويفيد بأنه أقيل من وظيفته حيث يعمل في حانة، بعد خطاب الرئيس وتعرض للضرب في اليوم التالي على يد رجل في الشارع سرق ماله.
يتابع سو الذي يريد العودة إلى وطنه: “كثيرون غيرهم مصممون على السفر إلى أوروبا”.
في أعقاب الحملة القمعية، التي احتجزت خلالها الشرطة مئات المهاجرين غير الشرعيين وحثت السلطات أرباب العمل على تسريحهم وحث أصحاب العقارات على إجلائهم، زادت عمليات عبور المهربين إلى إيطاليا.
وقال المسؤول بالحرس الوطني حسام الجبيلي، الأربعاء، وحده إن خفر السواحل أوقف 30 قاربا تقل أكثر من 2000 شخص. قالت السلطات إن في اليوم نفسه واليوم التالي غرقت أربعة قوارب، وغرق خمسة أشخاص.