مصرية تعلم الأطفال إعادة التدوير في حي لجامعي القمامة
تريزا سعيد، التي ولدت في حي منشأة ناصر شرق العاصمة المصرية القاهرة والمعروف بحي جامعي القمامة، كانت طفلة تحب التلوين وتقضي بعضا من وقت فراغها تبحث في أكوام القمامة عن الورق والألوان.
تريزا (34 عاما) أسست مبادرة “مساحة” وهي مشروع يهدف إلى ربط أطفال الحي بالبيئة المحيطة بهم بشكل إيجابي عن طريق نشاطات إعادة التدوير.
وقالت تريزا “في جزء بنهتم به جداً وهو ربط الطفل بالبيئة اللي هو عايش فيها، إحنا هنا في بيئة 85 بالمئة من سكان الحي بيشتغلوا في جمع وفرز وإعادة تدوير القمامة، فالأطفال بتشوف البلاستيك والحاجات إللي حواليها كل حاجة كرتون ورق، فليه لأ الحاجات الموجودة تحت إيدينا منقدرش نستخدمها نقدر نعمل منها لعبة، آلة موسيقية، فازة، أو حاجة نستخدمها تاني”.
وذكرت “فكل الحاجات دي بتخلي الطفل يرتبط بالبيئة اللي هو عايش فيها ويفكر بشكل مختلف، هو أنا بدل ما أبقى ناقم على البيئة إزاي أكون بعمل حاجة تفيد البيئة اللي أنا فيها”.
كما تقوم المبادرة أيضا بالعمل مع الأمهات بالحي من خلال ورش توعية عن طرق التربية الإيجابية السليمة.
وأردفت قائلة “المكان هنا معتمد بنسبة 100 بالمئة على المتطوعين، سواء من الأولاد نفسهم الموجودين في المكان، الأمهات نفسهم بيساعدونا لو احتجنا في فرز وعرض الحاجات والمتطوعين خارج المنطقة من المهتمين بالفكرة والمهتمين بمساعدة المكان فيبدأوا يكونوا معانا، سواء في جلسات الأمهات أو أنشطة الأطفال أو لو معارض أو حفلات بيكونوا بيساعدوا معانا”.
وفي منشأة ناصر، حيث المباني بالطوب الأحمر وغير مطلية، تتكدس العديد من الشوارع والمباني بالقمامة التي يتم جمعها من جميع أنحاء القاهرة ومعالجتها أو إعادة تدويرها بشكل غير رسمي.
وأضافت “أنا اخترت المكان ببساطة لأن أنا من الحي وأول كانت كل أحلامي إنه ليه الحي بتاعنا ده لما خرجت في أماكن مختلفة بدأت أخد بالي إنه احنا الأطفال مش عندهم نفس الإمكانيات ولا عندهم نفس الحاجات البسيطة إللي عند أطفال تانية، فبدأت أحس إنه ليه ما يبقاش في مكان للأطفال تنطلق فيه تنسمع تلعب تعبر وتتعلم حاجات مالهاش علاقة بالدين أوي حاجات مهارات حياتية، وكان ده شغفي من الأول، فبدأت اشتغل في مؤسسات فعلا وأحقق هدفي ده، لكن في وقت كورونا فقدت شغلي وشعرت إني ما ينفعش أبطل الحاجات إللي أنا بعملها، فعشان كده بدأت بالمبادرة بتاعتي من سنتين، ولما بدأت المبادرة قررت إنه هي تبقى موجودة جوه الحي إللي أنا حابة أكمل فيه مع نفس الأطفال والأمهات إللي أنا حاسة بمشاكلهم أوي وموجودة جواها علشان كده حابه أساعدهم”.
ومع تأسيس المبادرة، انضم ما يقرب من 50 طفلا “لمساحة” ويتراوح العدد الآن بين 150 و200 طفل أسبوعيا تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و15 عاما.
وتقام الورش على مدار يومين. ويقضي الأطفال اليوم الأول بصحبتها وبصحبة المتطوعين معها بالمبادرة، يتجولون بالحي ويجمعون من أكوام القمامة المخلفات التي يمكن إعادة تدويرها مثل الزجاجات البلاستيكية، والعصي القديمة، وأوراق الكرتون، والمعلبات، وعبوات المياه ثم يعودون إلى مقر المبادرة حاملين “الكنوز” التي عثروا عليها ويقضون بقية اليوم في تحديد كيفية إعادة تدويرها.
ويتم تنفيذ عملية إعادة التدوير في اليوم الثاني للورشة فتتحول إلى حصالات وآلات موسيقية ولوحات فنية.
وأردفت تريزا قائلة “اليوم حبينا نعمل نشاط تاني مع الأطفال له علاقة بإعادة تدوير، بدأنا نقُلهم (نقول لهم) يجمعوا من بيوتهم ونزلنا معاهم الشارع جمعنا معاهم حاجات، وكان هدفنا يشوفوا الحاجات بعد ما جمعوها وحطوها على الطربيزات (الطاولات) ايه المنتج اللي ممكن يطلعلنا من الحاجات دي، فالأطفال بدأو يتشاركوا مع بعض ويفكروا، في منهم اللي قال أنا هأعمل حصالة بالأدوات اللي معايا دي، وفي منهم هيعمل طبلة، وفي منهم قال هيلزق الحاجات دي في بعض وهأعمل منهم زي ديكور أو شكل في البيت عندي، والجزء الثاني كان من الورشة كان له علاقة بالرسم على الزجاج، حلو أوي إنه هما يجربوا يرسموا على بدل الورق نجرب نرسم على خامة مختلفة ونشوف فكرة إيه هيطلع من المنتج إللي إحنا هنعمله”.
وتأمل تريزا في أن تتمكن من التوسع في المشروع ليضم مناطق أخرى في مصر.