سورية تفقد 4 من أبنائها بالحرب والزلزال.. وتكرث حياتها من أجل أحفادها
في خيمة صغيرة مزدحمة ببلدة جنديرس السورية، تجمع الجدة خديجة الحسن (60 عامًا) أحفادها الستة استعدادًا لتناول وجبة الإفطار في رمضان، وذلك بعدما أصبحوا كل ما تبقى لها بعد الصراع السوري والزلزال المُدمر الذي حرمها من أبنائها الـ 4 ومن منزلها.
وكان اثنين من أبناء خديجة قد قتلا خلال الصراع في سوريا، وفقد الثالث والرابع خلال الزلزال الذي دمر أجزاء من تركيا وسوريا في الـ 6 من فبراير الماضي.
وقالت الحسن: “عدى (مر) رمضانين، تلاثة، عليا تعذيب بتعذيب والحمد لله ما عم يطلع شي بالإيد. كل سنة بافقد ولد. بطلع هيك شو ساوي هيك قدر الله صاروا ٤ ولاد راحوا (ماتوا)”.
وأضافت: “منهم (من مات) بالحرب ومنهم بالزلزال. بس أكترهم بالحرب وهلا بالزلزال واحد مات.. هدول قريبين من بعضن سنة سنة ونص”.
وأثناء الزلزال أُصيبت بكسر في ذراعها بعد انهيار المنزل. وهي تعيش الآن في مخيم مؤقت أقيم للناجين النازحين في جنديرس.
رمضان مؤلم
ورمضان توقيت مؤلم بشكل خاص بالنسبة لها. ففي العادة، في هذا الوقت من العام، تتجمع العائلات في وجبات الإفطار اليومية على مدار الشهر الكريم. وتقول إنها تشعر بألم غياب أبنائها بشكل أكثر حدة.
وتتذكر لحظة وفاة ابنها محمد في الزلزال، وتقول: “صرخت صوت ع ابني محمد قالوا لي شو خطر عبالك محمد (لماذا تنادين على محمد؟) قلت لهم محمد راح (مات).. ركضوا والا قالوا البيت ع الأرض (انهار المنزل) قلتلن ومحمد؟… قالوا أيه الله يرحمه.. طلعت هديك (بنته) بعد ١٥ ساعة (تم انتشال ابنته بعد 15 ساعة) ما حدا كان بيعرف عنها شي”.
وتتذكر عندما كانوا يجلسون ويأكلون جميعا معا، لكن لم يعد لديها شيء الآن سوى ستة أحفاد تقول إن قلبها يتألم عندما تنظر إليهم.
ولفتت: “هيك كانوا لمة يقعدوا معي وياكلوا وهلا ما في مين ضل (من بقي)؟ ضلوا ولادهن.. قلبي بيحترق عليهن”.
وكانت الزلازل والهزات الأرضية منذ يوم السادس من فبراير شباط هي أسوأ كارثة طبيعية تضرب تركيا الحديثة، وتسببت في مقتل أكثر من 56 ألف شخص في تركيا وسوريا.