مقتل إياد الجبوري القيادي في داعش
قالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان في وقت مبكر من صباح الثلاثاء إن الجيش الأمريكي نفذ عملية أسفرت عن مقتل قيادي بارز في تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا الاثنين.
وذكر بيان القيادة المركزية الأمريكية أن خالد أحمد الجبوري والمعروف بـ “إياد الجبوري” كان مسؤولا عن التخطيط لهجمات التنظيم في أوروبا.
وقالت القيادة المركزية إنه لم يسقط قتلى أو جرحى مدنيين في هذه الضربة، وأضافت أن التنظيم “لا يزال يمثل تهديدا للمنطقة وما وراءها”.
CENTCOM forces conducted a unilateral strike in Syria killing an ISIS senior leader responsible for planning attacks into Europe. pic.twitter.com/hwVjqdUTee
— U.S. Central Command (@CENTCOM) April 4, 2023
وأضافت القيادة المركزية: “على الرغم من تراجعها، لا يزال التنظيم قادراً على إجراء عمليات داخل المنطقة مع الرغبة في تنفيذ ضربات خارج منطقة الشرق الأوسط”.
وأوضحت أن اغتيال الجبوري سوف يؤدي مؤقتاً إلى تعطيل قدرة التنظيم على شن عمليات خارجية.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية أنها مستمرة إلى جانب شركائها في تنفيذ عمليات ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد استهدفت مسيّرة أميركية الجبوري بينما كان يتحدث عبر الهاتف، أثناء سيره على طريق في ريف إدلب الشمالي.
وقتل الجبوري وفق المرصد بعد 10 أيام من وصوله إلى المنطقة وتعريفه عن نفسه بأنه سوري يتحدّر من محافظة دير الزور (شرق).
كانت وكالة تاس للأنباء قالت، الأسبوع الماضي، إن روسيا احتجت لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال التنظيم المتشدد بشأن “الأعمال الاستفزازية” للقوات المسلحة الأميركية في سوريا.
هجمات دامية
وقال المحلل في شؤون المنظمات المسلحة داميان فيري لفرانس برس إن الاسم الحقيقي للجبوري هو خليل عبدالله الخليف، وكان ناشطاً في محافظة دير الزور في شرق سوريا.
وأشار إلى أنه وإن كان مقتله يُشكل “ضربة” للتنظيم إلا أنه سيتم تعيين خلف له.
واعتبر أنه “ليس هناك أي منطقة آمنة لقياديي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا” عدا عن البادية حيث لا يزال يتوارى عناصره.
وسيطر التنظيم منذ صيف العام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور، أعلن عليها “الخلافة الإسلامية” قبل أن يُطرد منها تدريجاً. وتبنّى في أوج نفوذه وتحديداً بين العامين 2015 و2016 شنّ هجمات دامية في مدن أوروبية عدة أبرزها باريس ونيس وبروكسل وبرشلونة وبرلين، أسفرت عن مقتل مئات المدنيين.
في آذار/مارس 2019، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، هزيمة التنظيم بعد السيطرة على آخر معاقله في بلدة الباغوز (شرق) بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ومنذ ذلك الحين، تلاحق القوات الأميركية والتحالف الدولي قياديي التنظيم. وتشنّ بين الحين والآخر غارات وعمليات دهم أو إنزال جوي ضد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم في سوريا خصوصاً في محافظة إدلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع فصائل أخرى أقل نفوذاً على نصف مساحتها تقريبا.
ونجحت القوات الأميركية في تصفية قادة أو اعتقالهم في عمليات عدة، قُتل في أبرزها زعيما داعش أبو بكر البغدادي في تشرين الأول/أكتوبر 2019 ثم أبو ابراهيم القرشي في شباط/فبراير 2022 في محافظة إدلب.
وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن التنظيم المتطرف مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي في معارك لم يحدد تاريخها، وتبين لاحقاً أنها جرت في محافظة درعا جنوباً، وشارك فيها مقاتلون محليون بمساندة قوات النظام السوري.
وتنتشر القوات الأميركية التي تقود التحالف ضد التنظيم في مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال سوريا وشمال شرقها، وفي قواعد في محافظة دير الزور (شرق) والرقة (شمال).
ورغم الضربات التي تستهدف قادته وتحرّكاته ومواقعه، لا يزال التنظيم قادراً على شن هجمات وتنفيذ اعتداءات متفرقة خصوصاً في شرق سوريا وشمال شرقها وفي البادية السورية المترامية الأطراف.