طالبو اللجوء من الدول الأفريقية اشتبكوا مع الشرطة في تونس
فضت قوات الشرطة في تونس، اعتصاما لطالبي لجوء من دول أفريقيا جنوب الصحراء أمام مقر مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين بالعاصمة.
ويرابط المعتصمون منذ عدة أيام بمقر المنظمة كما يتواجد العشرات أمام مقر المنظمة الدولية للهجرة القريب، تحت خيام بلاستيكية.
وقال شهود في منطقة البحيرة، حيث مقر المنظمتين، إن الشرطة اضطرت لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين الغاضبين بعد رشق بعضهم المقذوفات على السيارات الرابضة في الجوار ما أحدث أضرارا بها.
ويطالب اللاجئون ومن بينهم نساء وأطفال بتوطينهم في بلد ثالث، غالبا في دول الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، ويرفض معظمهم البقاء في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
كما فرّقت قوات الأمن مجموعة أخرى من المهاجرين كانوا يغلقون مدخل المفوضية الواقعة في منطقة البحيرة الراقية في تونس.
وقالت الشرطة إنّها أوقفت حوالى 80 مهاجراً ما لبثت أن أطلقت سراح 50 منهم.
ودارت مناوشات بين المهاجرين وسكان المنطقة في تونس الذين يقولون إنّهم ضاقوا ذرعاً بهؤلاء المهاجرين الذين ينامون داخل خيم بلاستيكية أمام مقرّ المفوضية من دون أن تتوفر لهم أدنى شروط النظافة الشخصية من ماء ودورات مياه.
وقال إلياس بن زكور وهو أحد سكّان الحيّ لفرانس برس أنّ طالبي اللجوء “يغلقون الممرّ” وسكّان الحيّ والتجّار “لم يعودوا قادرين على مغادرة منازلهم”، مؤكّداً أنّ هذا الوضع متواصل منذ “أكثر من 25 يومًا”.
وأضاف “إنها مشكلة كبيرة لأنهم عندما يتجمعون معًا بهذه الطريقة، فإنهم يشعرون بالقوة. هم لا يخافون من الشرطة أو الناس، لا يحترمون كبار السن ولا الشباب”.
وأفاد الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية لوكالة فرانس برس أنّ “تدخّل قوات الأمن كان بطلب من المفوضية”.
وأضاف “تمّ توقيف ثمانين شخصاً، قرّرت النيابة الإبقاء على ثلاثين منهم وإطلاق سراح البقية”.
وكان طالبو اللجوء منزعجين وغاضبين بعدما أعلنت المفوضية قبل أيام تعليق قبول وفحص ملفاتهم.
وأعلنت المفوضية على صفحتها على موقع فيسبوك قبل أسبوع أنّها أوقفت “جميع خدمات التسجيل والتسجيل الأولي من 31 آذار/مارس إلى 17 أبريل/نيسان بسبب أشغال لتحديث نظام التسجيل والهوية”.
وأوضحت الهيئة الأممية أنّ هذا التعليق ينسحب على “جميع عمليات المفوضية حول العالم وهو مؤقت فقط”.
وبعد تفريقهم من قبل الشرطة، قامت فرق من الخدمات البلدية بتفكيك الخيام التي نصبها المهاجرون والتخلّص من جزء كبير من متعلّقاتهم، فيما حاولت نساء مع أطفال جمع بعض الأغطية.