سرقة ذهب السودان من قبل فاغنر ممتد لسنوات سابقة
سلطت وسائل إعلام سودانية ودولية عدة خلال الفترة الماضية، الأضواء على أنشطة “فاغنر” في السودان خاصة في مجال تعدين الذهب.
واتهمها البعض بنهب ثروة السودان الهائلة من المعدن النفيس، باتباعها طرقاً غير قانونية، فضلاً عن ممارستها أنشطة تدريبية في مجال الأمن، وهو ما أثاره أيضاً سفراء المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج في الخرطوم في وقت سابق.
يقول وزير البترول والتعدين السوداني السابق، عادل إبراهيم أن شركتي ميرو غولد وكوش الروسيتين اللتين تعملان في مجال تعدين الذهب في السودان لم تمارسا حتى الآن أي عمل أو مجرد محاولة للتعدين الاحترافي، على الرغم من أن لديهما ترخيصاً للعمل في هذا النشاط، فالأولى (ميرو غولد) حصلت على ترخيص استثنائي خلال فترة حكم الرئيس السابق عمر البشير للعمل في مجال مخلفات التعدين ما يُعرف محلياً بـ”الكرتة”.
وهي الشركة الأجنبية الوحيدة التي مُنحت هذا الامتياز ويجدد العقد سنوياً.
ولا تبذل هذه الشركة جهداً كبيراً مقابل ما تحصل عليه من كميات كبيرة من الذهب، حيث توفر فقط الآليات والمعدات الخاصة باستخراج الذهب من الصخور والجبال في المناطق النائية للعمالة السودانية التي تتولى هذه المهمة مقابل نسبة متفق عليها بين الطرفين.
من جهة أخرى، أشار مصدر حكومي سوداني للانديبندت، إلى أن الرئيس السوداني السابق عمر البشير هو مَن منح شركة فاغنر الروسية حق امتياز غير قانوني (صلاحيات استثنائية) لممارسة العمل في مجال مخلفات التعدين في الذهب (الكرتة) كمكافأة لرئيسها يفغيني بريغوجين نظير تدخله بإقناع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بزيارة البشير روسيا مرتين في نوفمبر 2017، ويوليو 2018، نظراً إلى ما يربط بينهما من علاقات صداقة حميمية، إذ اعتذرت موسكو قبل ذلك مرات عدة، عن عدم استقبال البشير بطلب من الخرطوم.
وفي مايو 2022، نشر سفراء دول الترويكا في الخرطوم (النرويج، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة) بياناً مشتركاً جاء فيه، أنه “مجموعة فاغنر المرتبطة ببوتين تعمل في السودان على نشر المعلومات المغلوطة على وسائل التواصل وتشارك في أنشطة غير قانونية مرتبطة بالتنقيب عن الذهب، ما يهدد حكم القانون الذي يكافح السودانيون من أجله”.
وأشار البيان إلى أن “أنشطة مجموعة فاغنر تقوّض الحوكمة الرشيدة واحترام سيادة القانون التي ظل الشعب السوداني يناضل من أجلها منذ اندلاع ثورة ديسمبر 2018”.
لكن الخارجية السودانية اتهمت سفراء الترويكا بالتدخل في شؤونها الداخلية ومخالفة التقاليد المنظمة للعمل الدبلوماسي في البلاد.
ونفت ما أُثير بشأن أنشطة غير قانونية تقوم بها “فاغنر” في السودان.