على غرار ما يجري في السودان.. ماذا لو تعطلت المطارات بدول العالم؟

أحدها ملاصق لمبنى القيادة العامة للجيش.. مطارات السودان هدفًا مهمًا للجيش والدعم السريع

مع بدء المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السبت الماضي، كانت المطارات هدفًا استراتيجيًا لدى أطراف الصراع بغية السيطرة عليها، وهو ما جرى لمطار الخرطوم وسط العاصمة، والذي تكمن أهميته في أنه يُشكل منفذًا لمرور الكثير من الرحلات الخارجية.

وبحسب خبراء، تشكل المطارات أهمية كبرى بالنسبة لدول العالم كونها تُشكل مراكز حيوية للتنمية الاقتصادية في المدن والبلدان باعتبارها مراكز للتجارة ونقل الركاب والبضائع في جميع أنحاءِ العالم، وهو ما قد يُدخل السودان بسبب النزاعات الدائرة وتحديدًا على المطارات إلى نفقٍ مظلم.

لماذا المطارات مُهمة للدول؟

واستنادًا لموقع شركة “knisleyexhaust” المختص في خدمة مجتمع الطيران، فتشكل المطارات بشكلٍ عام أهمية اقتصادية كبرى، كما تلعب دورًا جوهريًا في جذبِ الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة، التي تُسهم في تحقيق التنمية، كما أن تطوير المطارات له تأثيرات اقتصادية متعددة منها استحداث وظائف مختلفة للمواطنين وقيام أنشطة استثمارية وتجارية تصب في صالح الدولة.

كما تجلب المطارات الموارد التي تحتاجها المصانع والمستودعات والمتاجر، وهو ما يخلق فرص عمل وتوليد الإيرادات المحلية، والتي يُمكن للمدينة استخدامها في تحسين البنية التحتية والخدمات لتحسين معيشة المواطنين ونوعية الحياة.

ووفقًا لوزارة التجارة الأمريكية، فإن المطار له تأثير مضاعف على الوظائف المحلية والدخل، حيث يؤدي كل دولار يتم إنفاقه في المطار إلى 2.53 دولار إضافية للاقتصاد المحلي.

وإلى جانب هذه الأدوار المُهمة التي تلعبها المطارات، أيضًا هي تُشكل أهمية قصوى في حالات الطوارئ، مثل تقديم الإغاثة في حالات الكوارث والخدمات الطبية الجوية.

لماذا تُشل الدول حال تعطلت المطارات؟

وفي أغلبِ الأحيان، تُشل البلاد في حال توقفت المطارات وتعطلت عن العمل، وذلك لأسبابٍ عديدة، مثلما شاهدنا إبان فترة جائحة فيروس كورونا، حيث توقفت حركة الطيران وهو ما أثّر على العالم بشكلٍ كبير من الناحية الاقتصادية وأيضًا فرص العمل.

فحينها، أدى التراجع في أرقام حركة السفر الجوي إلى انخفاض المبيعات وجعل إجراءات إعادة الهيكلة ضرورية في النصف الأول من عام 2021.

كما أن تعطل حركة الطيران، ربما يعزل الدول التي تواجه نزاعاتٍ مسلحة كما هو الحال في السودان، ويفقد مواطنيها الحصول على مساعداتٍ إنسانية في حالات الطوارئ.

أيضًا الظروف المناخية قد تعطل حركة الطيران على نحوٍ كبير، ففي ديسمبر الماضي، أدى اجتياح عاصفة ثلجية عاتية الولايات المتحدة، إلى إغلاق الطرق وإلغاء وتأجيل آلاف الرحلات الجوية. فيما طلبت السلطات من السكان البقاء في بيوتهم بعد انخفاض درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق.

أهمية مطارات السودان الاستراتيجية

ويرجع السبب في التنازع على مطار الخرطوم – وفقًا لتقارير – في أنه يتضمن قاعدة جوية كبيرة، فضلًا عن أن مبنى القيادة العامة للجيش ملتصق بسورِ المطار.

أما مطار مروي – الذي يقع في الولاية الشمالية ويربط السودان بمصر -، فأيضًا يُمثل هدفًا استراتيجيًا بالنسبة للجانبين من الناحية العسكرية، كونه يقع بالقرب من خزان مروي أحد أكبر السدود التي يعتمد عليها السودان في عمليات الري والحصول على الكهرباء.

مطار الأبيض

كذلك من بين المطارات المُهمة، هو مطار الأبيض – الصغير نسبيًا -، إذ يُعد مركزًا لقوات الأمم المتحدة لحفظِ السلام بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان ودولة جنوب السودان، كما أن المطار يربط غربي البلاد حيث يُعد مكان وسط بين الخرطوم.

ويسعى أطراف النزاع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للسيطرة كذلك على مطار الجنينة في دارفور، والذي يربط الولاية ببقية أجزاء السودان، كما أنه نقطة انطلاق لربط القارة الإفريقية بأوروبا.

عواقب اشتباكات السودان على حركة الطيران

وكانت تداعيات المواجهات العسكرية في السودان، قد خرجت عن حدود البلد، وطالت دول عدة، فالمملكة العربية السعودية وبعد تعرض إحدى طائراتها لحادث في مطار الخرطوم، علّقت رحلاتها من وإلى السودان حتى إشعارٍ آخر.

وعلى غرار السعودية، اتخذت العددي من شركات الطيرات قرارًا مماثلاً، حيث أوقفت شركات طيران إماراتية رحلاتها إلى السودان بسبب الوضع المحتدم والمشتعل والنزاع المتواصل هناك.

ومن ناحيتها، علّقت شركة مصر للطيران رحلاتها أيضًا، من وإلى الخرطوم لـ 72 ساعة بدءًا من يومِ السبت لحين موافاتهم بمستجدات الأوضاع الجارية في السودان.

ويمكن أن تتسبب المواجهة الطويلة بين الطرفين في تدهور الوضع الأمني، في الوقت الذي يعاني فيه السودان من انهيار اقتصادي واشتعال العنف القبلي بالفعل.

ويعاني السودان من عدة أزمات اقتصادية وغذائية كبيرة خلال الآونة الماضية؛ وأيضًا توترات سياسية ما يعزز من إمكانية تدهور الوضع الاقتصادي في ظل الاشتباكات الحالية، وتوقف الرحلات منها وإليها.