انهيار القطاع الصحي في السودان بسبب حدة الاشتباكات
لا صوت يعلو على صوت الرصاص في السودان .. ورائحة الموت تفوح في الشوارع والمستشفيات.
الوضع كارثي كما يوصف في الخرطوم التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
الصراع على السلطة والنفوذ يجر البلاد إلى الهاوية في وقت تتسارع فيه دول العالم إلى إجلاء رعاياها من البلد الغارق بالعنف .. قلقا وخوفا مما هو قادم.. فلا هدنة ولا تهدئة تلوح بالأفق.
الخرطوم منكوبة
أقل ما يقال أن العاصمة الخرطوم ومدن أخرى تحولت إلى ساحات حرب مفتوحة.. حيث استهدفت فيها المباني السكنية والمستشفيات والمراكز الصحية والمنشآت الحيوية وأصبحت رائحة الموت هي المسيطرة.
ويروي أطباء ومرضى قصصا مروعة عن وضع المستشفيات التي باتت عاجزة عن انجاز أحد أبسط المبادئ الإنسانية والدينية، والذي يتجلى في دفن الموتى.
حيث ارتمت الجثث في ممرات المستشفيات وفي ظل انقطاع وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة .. تعفنت الجثث وتحللت خارج ثلاجات الموتى وفي داخلها.
"المدينة أصبحت مدينة أشباح".. فتاة مصرية تروى معاناة العالقين بـ #الخرطوم#اشتباكات_السودان #الجيش_السوداني #أخبار_الآنhttps://t.co/EqaUy5nfkI pic.twitter.com/W8fIWAsMiq
— Akhbar Al Aan أخبار الآن (@akhbar) April 24, 2023
انهيار القطاع الصحي
المعارك تسبّبت في “انهيار كامل وشامل لنظام الرعاية الصحية” في البلاد، وأدت إلى امتلاء “المشارح والشوارع بالجثث”. بحسب نقابة أطباء السودان.
وبحسب النقابة، تعرّض 13 مستشفى للقصف وتم إخلاء 19 منشأة طبية أخرى خلال ثمانية أيام من القتال.
وبالنسبة إلى الطواقم الطبية، كان السماح لنزلاء المستشفيات بالمغادرة عوضا عن البقاء للعلاج خيارا صعبا للغاية، خاصة مع استمرار الاشتباكات.
وتسببت الاشتباكات بمقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، ودفعت عشرات الآلاف للنزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
غير أن التقديرات ترجح أن يكون العدد الفعلي للقتلى أعلى بكثير، مع عدم تمكن الأطباء والعاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المحتاجين.