عضو منظمة أطباء السودان لحقوق الإنسان لأخبار الآن: الناس في السودان تملك الأمل رغم الألم
أجرت أخبار الآن مقابلة خاصة مع عضو منظمة أطباء السودان لحقوق الإنسان د. عفاف الحاج، وتحدثت معها عن آخر المستجدات في السودان، وتحديدا عن الظروف الإنسانية، بما يتعلق بالمسستشفيات والأدوية والكوادرة الطبية.
السؤال الأول: ما وضع المستشفيات دخل السودان؟
الجواب: للأسف الوضع في السودان عامة وخاصة الوضع الطبي لا يمكن أن يكون أكثر بشاعة والأحوال تسوء يوميا، وعلى مدى اليوم ما يزال القصف مستمرا رغم ما يقال عن الهدنة، وحوالي أكثر من 70 بالمئة من مستشفيات العاصمة خارج الخدمة، وبحث أحد زملائي الذي كان في السودان، وتبرع لمستشفى في شرق النيل وهي الوحيدة التي كانت تعمل بظروف صعبة، وتعاني من نقص شديد في الكوادر الطبية، حيث يعجز الأطباء عن الوصول إلى المستشفى لعدم سلامة الطريق، والمعدات الطبية والمستلزمات تقريباً منعدمة، ورغم ذلك هناك أطباء يخاطرون وهناك أطباء موجودون في المستشفى منذ 7 أيام لم يذهبوا إلى بيوتهم، والأطباء الصغار اضطروا لأن يقوموا بعمل الأطباء الاستشاريين بإجراء عمليات، أما عن غرف الإنعاش فليس هنالك منها، والمحظوظ من يعيش إلى اليوم التالي، وبشكل عام فإن سبب مشكلة المعدات الطبية هو توقف المصانع وعدم أمان الطرق، والإمدادات التي تأتي من ميناء بورتسودان تفتقر لطريقة تصل بها إلينا، وأيضاً المياه منعدمة، ومحطات الكهرباء في العاصمة لا تعمل حيث تفتقر لوجود المهندسين، الناس هناك الآن تعمل بالموجود، ولكن كلما تقدم الوقت تتناقص الأدوات التي يمكن الاستفادة منها.
السؤال الثاني: هل هناك مستشفى واحد يعمل فقط في الخرطوم؟
الجواب: لا هناك 70 بالمئة لا تعمل وهناك 30 بالمئة تعمل بنسب متفاوتة من الإمكانيات، وقد تصل إلى 10 بالمئة من إمكانيتها فقط، نتحدث عن شرق النيل وهي منطقة كبيرة جداً.
وهناك أناس يموتون داخل المستشفى، أحد أفراد أسرتي توفي زوجها داخل غرفة الإنعاش لأنه بقي المريض الوحيد في المستشفى وتنقطع الكهرباء، لتضطر الزوجة وهي ليست طبيبة إلى تنظيف الأوكسجين بالماسك بدلا عن الآلات، وقد توفي أخيرا.
السؤال الثالث: ما أبرز الأشياء التي تحتاجها المستشفيات في الدرجة الأولى؟
الجواب: نحتاج إلى كوادر، وتأمين ممرات لها، ولا أستطيع القول إننا بحاجة لكهرباء وماء لأنها بحاجة مهندسين، نحتاج إلى حماية، ونرجو توقف الحرب.
السؤال الثالث: هل نفذتم كأطباء متواجدين في الخارج مبادرات “أونلاين” لتقديم الاستشارات؟
الجواب: هناك الكثير من شبكات التواصل تقدم خدمات عبر شبكات كهذه، وأكثر شيء مؤثر هو تجمع الأطباء النفسيين الذين يقدمون استشارات عن التعامل مع الحالات النفسية في الحرب وبالذات بالنسبة لأطفال لأن الأثر النفسي للحرب يستمر سنينا طويلة.
السؤال الرابع: هل هناك فكرة عن أعداد الناس التي لا تستطيع الدخول للمستشفيات؟
الجواب: الذي يصل إلى المستفى يعالج بما هو موجود، وهناك أطباء أنشؤوا عيادات داخل منازلهم، وهناك بعض الصيادلة لديهم مخزون من الأدوية في بيوتهم، والناس يتواصلون من خلال السوشيال ميديا ويقدمون النصائح عن الصيدليات التي تملك الأدوية، والناس تتقاسم اللقمة، لا يوجد طعام أو ماء في المستشفيات والأهالي يتبرعون بعمل الطعام والوجبات ويوصلونها ولكن لا نعرف إلى متى سيستمر ذلك لأن المخزون من الممكن أن ينفذ في وقت قريب، وهناك مزارع تتبرع بالحليب، وهناك من يقتات على هذا الحليب، حيث لا يوجد كسرة خبز لتغمسيه به، لكن الشيء الجميل هو التعاضد والتماسك لدى المجتمع السوداني، والناس تملك الأمل رغم الألم والحياة تستمر.
السؤال الخامس: كيف هي معنويات الأطباء الموجودين في الداخل؟
الجواب: التعامل بكل شجاعة وإصرار على الاستمرار، والتعامل بالموجود لأقصى درجة والمعنويات لم تنهار أبدا وهناك إصرار كبير على الاستمرار ويوجد أطباء يصرون على التواجد في المستشفيات رغم صعوبة الوصول.
السؤال السادس: 70 بالمئة من المستشفيات خارج الخدمة، متى سيتم دق ناقوس الخطر بأن هذا الوضع لا يحتمل؟
الجواب: نحن كل يوم نناشد المنظمات وهناك من تواصل معنا، ونحن سنستتمر أو على الأقل تكون هناك هدنة حقيقية حتى تصل المساعدات، والقصف ليس في الخرطوم فقط، نتحدث عن مدينة الجنينة بأقصى غرب السودان، أحوالهم أسوأ بكثير، وهناك مستفيات توقفت عن الخدمة تماما، وهناك أطباء كثر توفوا وحتى صباح اليوم توفي 15 شخصاً وجرح 40 آخرون، في الخرطوم عدد الوفيات حالياً 411 وفاة، وفي الجنينة 89 وفاة والإصابات فاقت الـ 2000، والمصابين أكثر من المتوفين ويحتاجون للعلاج حتى نتجنب وفاتهم.
السؤال السابع: هل طلبتم من الدول الأجنبية التي تخلي مواطنيها أن تكون الطائرات التي تدخل لإجلائهم أن تكون محملة بالأدوية والمساعدات؟
الجواب: نعم طلبنا وهناك تجاوب جميل جدا من المؤسسات العلمية مثل الكليات الملكية، الكلية الملكية لأطباء الأمراض أرسلوا لنا رسائل مواساة وأبدوا استعداداهم للمساعدة، وهذه الكليات أساساً مؤسسات خيرية وهم طلبوا احتياجتنا وسنوصلها لهم، ولدينا تواصل مع أعضاء في البرلمان وفي الحكومة والممثلين من القرن الإفريقي وإنكلترا، وهناك تخطيط لتوصيل هذه الإمدادات، والدول تفكر بكيفية إجلاء الناس وإنكلترا للأسف لم تكن مؤثرة جدا ولكننا نضغط.