السودان يعيش فترة مليئة بالأزمات بسبب الاشتباكات المسلحة
يعيش عدد من السودانيين أزمة من نوع خاص على خلفية الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبجانب الأزمات الإنسانية والاقتصادية وأيضا الإجتماعية. يعيش السودانيون أزمة “العالقين”.
وتتمثل هذه الأزمة في تقطع السبيل في السفر خارج البلاد لأسباب مختلفة سواء للتعليم أو للعلاج أو لأي سبب آخر.
وكان عدد من السودانيين قد سلموا جوازات سفرهم إلى بعض سفارات الدول التي يرغبون في السفر إليها، وعقب اندلاع الاشتباكات المسلحة، قام موظفو تلك السفارات بمغادرة البلاد خوفا على حياتهم، من دون أن يُعيدوا الجوازات لأصحابها.
ونشرت شبكة سي إن إن الأمريكية تقريرا يتناول هذه الأزمة التي تلقي بظلالها على قطاع آخر في الشعب السوداني.
وقالت الشبكة أنه وفقًا لتسع شهادات راجعتها CNN ، لم يتمكن دبلوماسيون من ثلاث بعثات غربية على الأقل من منح حق الوصول إلى وثائق سفر لمواطنين سودانيين.
في بعض الحالات، نصح العاملون بالسفارات الناس “بالتقدم للحصول على جواز سفر [سوداني] جديد” على الرغم من العنف الذي أدى إلى توقف الخدمات الحكومة السودانية.
وفي حالات أخرى، اقترح مسؤول سويدي أن يستخدم طالب التأشيرة السوداني صورة من جواز سفره بدلاً من وثيقة سفره.
واتهم المواطنون السودانيون الذين تحدثوا إلى شبكة CNN السفارات بالإهمال وعرقلة مرورهم القانوني خارج البلاد، حيث أودى العنف بحياة 512 شخصًا على الأقل.
وأكدت وزارة الخارجية الهولندية أن عددا من جوازات سفر مواطنين سودانيين تركت في سفارتها في الخرطوم، بعدما غادرها الدبلوماسيون إثر “إغلاق بأثر فوري” مع اندلاع القتال.
وقالت الخارجية الهولندية: “هناك عدد من جوازات السفر التي تركت في السفارة الهولندية، تعود هذه الجوازات إلى مواطنين سودانيين كانوا يتقدمون لطلب الحصول على تأشيرة دخول إلى الاتحاد الأوروبي “شينغن” أو تصريح إقامة مؤقت”.
وأضافت: “إن الاندلاع المفاجئ للقتال في الصباح الباكر يوم 15 أبريل، أجبر السفارة الهولندية على إغلاق أبوابها بأثر فوري”.
وأعربت الخارجية الهولندية عن أسفها لعدم قدرتها على جمع هذه الجوازات بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة، مقرة بأن هذا الأمر وضع عددا من الأشخاص في وضع صعب.
وقالت إنها تدرس بشكل نشط حاليا احتمال تقديم الدعم بشكل فردي.
وفي السياق ذاته قالت وزارة الخارجية الإيطالية إنها على علم بالمشكلة.
وأضافت أنها ستحاول إعادة جوازات السفر الموجودة في سفارتها إلى المواطنين السودانيين “في أقرب وقت ممكن”.
ويقول المواطن السوداني أحمد محمود (35 عاما)، إن السفارة السويدية احتفظت بجواز سفره منذ أن تقدم بطلب للحصول على تأشيرة لحضور مهرجان الفيلم العربي في السويد الذي انطلق، الجمعة 28 أبريل.
وأبلغت مسؤولة دائرة الهجرة في السفارة السويدية بالخرطوم محمود مرارا بأنه لا يمكنه تسلم جواز سفره لأنه جرى إجلاء موظفي السفارة من المبنى.
أما فاطمة، وهو اسم مستعار استعملته سيدة سودانية لأسباب أمنية، فتقول إنها بحاجة ماسة لمغادرة البلاد، فاثنين من سكان حيها في الخرطوم قتلا، في حين أن جواز سفرها محجوز في السفارة الإيطالية.
ولم يستجب موظفو السفارة لمطالبتها المتكررة باستعادة جواز سفرها.
وفي نفس السياق قال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن منظمة الإغاثة لا تصدر وثائق سفر طارئة للمواطنين السودانيين الذين يحاولون مغادرة البلاد.
“لا أستطيع أن أتخيل، كم هو صعب للغاية الوضع الآن بالنسبة للسودانيين، وأنهم لا يستطيعون السفر لعدم توفر الوثائق. لكن للأسف لا تستطيع اللجنة الدولية إصدار وثائق سفر طارئة للأشخاص لمغادرة بلادهم”.