الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل لأخبار الآن: “اتحاد الشغل في خلاف مرير مع الحكومة”
- سمير الشفي: هناك هجمة حكومية على النقابيين
- اتحاد الشغل: الحل لإخراج تونس من الوضع الصعب هو مشروع وطني يلبي طموحات الشعب
بمناسبة عيد العمال، الإثنين في تونس، توجه الاتحاد التونسي للشغل، عبر أمينه العام، نور الدين الطبوبي برسائل شديدة اللهجة نحو السلطة التونسية منددا بما يتعرض له النقابيون من قمع رغم أن الاتحاد ينحاز دائما لقوى الديمقراطية وحقوق الإنسان وفق تعبيره وأكد في خطابه: “لا أحد قادر على إخماد صوت الاتحاد وسنستمر في نضالاتنا”.
وواصل الطبوبي: “سياسة التضييق على الحريات والزج بمناضلي النقابيين في السجون وهرسلة النقابيين لن ترهبنا ولن تجعلنا نتراجع عن الدفاع على استقلالية نقابتنا والدفاع عن الطبقات الكادحة”.
كما صرح الأمين العام المساعد للاتحاد سمير الشفي لأخبار الآن: “هناك هجمة على جملة من النقابيين، هذه انتهاكات مخالفة للتشاريع الوطنية والدولية الضامنة لحرية العمل النقابي، نحن لسنا فوق القانون ولكن نرفض أن تكون المسؤولية النقابية مدعاة لهذه التضييقات”.
وفي ذات السياق قال الطبوبي في خطابه: “لقد خبر الاتحاد هذه الممارسات وعرف شتى أنواع العزل والتعذيب حتى الموت لكنه كان يخرج بعد كل محنة تستهدفه أكثر قوة وتماسكا”.
ورفع الأمين العام للاتحاد شعار القيادي الشهير السابق في الاتحاد الحبيب شاعور “نريد لهم الخير ويريدون لنا المحاكمات” وتابع:” نريد الخير لتونس ويريدون لنا المحاكمات وتلفيق التهم في محاولة يائسة لإلزامنا الصمت إزاء ما يتهدد البلاد من كوارث.”
مشيرا إلى أن كيل الاتهامات للخصوم بالفساد والعمالة لن يقود البلاد إلا للتشتت والانقسام والرجوع إلى مربع الديكتاتورية والقضاء على مكاسب الحرية التي جاءت بها الثورة.
ومع أن خطاب الطبوبي كما سبق الذكر كان شديد اللهجة نحو الحكومة ورئاسة الجمهورية في علاقة بموضوع الحريات والتضييق على النقابيين إلا أن الأمين العام في المقابل أكد على إيجابية موقف رئيس الجمهورية من إملاءات صندوق النقد الدولي ونوه بهذا الموقف المنسجم تماما مع موقف الاتحاد العام التونسي للشغل وفق تعبيره.
وأكد أن الحل لإخراج تونس من الوضع الصعب هو مشروع وطني يلبي طموحات الشعب والتعويل على القدرات التونسية وخلق الثروة في مجتمع تسوده الحريات والحقوق وتطبيق القوانين على الجميع ووضع المصلحة العليا للوطن فوق كل الاعتبارات.
في ذات الوقت صرح الأمين العام المساعد للاتحاد سمير الشفي لأخبار الآن: “موقف الحكومة والرئاسة معقد في علاقة باتفاق صندوق النقد الدولي، من جهة تسعى الحكومة بأي طريقة للحصول على هذا الاتفاق ومن جهة أخرى ترفض الرئاسة في موقف مشابه للاتحاد الذي يرفض هذه الإملاءات وهذا التدخل الأجنبي.”
وأضاف: “موقف الاتحاد في خلاف مرير مع الحكومة في توجهاتها وطريقتها في التفاوض مع صندوق النقد الدولي التي تتميز بالتكتم والتعتيم على كل المعطيات التي من المفترض أن يكون الاتحاد على علم بها”.
ويعود الطبوبي في نهاية خطابه إلى نقد الحكومة الحالية مؤكدا أن تفائله كان كبيرا بمسار 25 يوليو بخصوص التصدي للفساد وتصحيح مسار الديمقراطية إلا أنه صدم من استمرار السلطة في إنتاج نفس المسار السياسي مشددا رغم ذلك على أن أيادي الاتحاد ممدودة للحوار وتوحيد الصفوف من أجل مشروع وطني من الأزمة متعددة الأبعاد والتي قد تؤدي بتونس إلى كارثة.
كما أكد على أن استمرار غياب الحوار لن يزيد إلا من حالة الانقسام التي تعيشها الدولة والهوة بينها وبين بقية القوى الديمقراطية مما سيزيد من المشاكل الاقتصادية وقال إن الهروب إلى الأمام والتجاهل المستمر للاتحاد ولغيره سيزيد من الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي سوءا.