وقوع قوات الدعم السريع في كمين بالخرطوم
مع تواصل المعارك العنيفة في السودان تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو زعم ناشروه أنّه يظهر كميناً نصبه الجيش السوداني لقوات الدعم السريع في أحد أحياء الخرطوم.
يُظهر الفيديو مسلّحين يرصدون عربة من مبنى مطلّ على شارعٍ قبل إطلاق النار عليها بكثافة.
وجاء في التعليق المرافق “هذا ما حصل لقوات الدعم السريع في كافوري (حيّ في شمال الخرطوم) قبل قليل”.
المعارك تتواصل في السودان
ويأتي تداول هذا الفيديو مع تواصل المعارك العنيفة في السودان بين قوات قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، رغم هدنة تُمدّد بانتظام من دون الالتزام بها، فيما يحذّر المجتمع الدولي من وضع إنساني “كارثي”.
وأسفرت المعارك في الخرطوم ومناطق أخرى، خصوصاً دارفور (غرب)، عن سقوط أكثر من 500 قتيل و5000 جريح، بحسب البيانات الرسمية التي يُعتقد أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
فيديو قديم من ليبيا
إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالسودان.
فقد تنبّه أحد المعلّقين على المنشورات المتداولة إلى أنّ الصوت مركّب، فيما علّق آخر برابطٍ يُظهر نسخة من الفيديو نشرت عام 2020.
وقد عمد مروّجو الفيديو في سياقٍ مضلّل إلى عكس الصورة وتركيب صوتٍ يوحي زيفاً بأنّ الفيديو ملتقط في السودان.
وبالفعل يمكن العثور على نسخٍ أخرى للفيديو نفسه في صفحات أخرى على موقع يوتيوب (تحذير محتوى عنيف)، مرفقة بتعليقات تشير إلى أن المشاهد تعود لكمينٍ تعرّضت له آنذاك قوات المشير خليفة حفتر في ليبيا.
إثر ذلك أرشد التعمّق بالبحث إلى تقارير نشرتها وسائل إعلاميّة عدّة عن الفيديو في الثالث من حزيران/يونيو 2020.
وجاء في هذه التقارير أنّ الفيديو يظهر وقوع قوات المشير خليفة حفتر في كمين نصبته قوات حكومة الوفاق الوطني قرب العاصمة طرابلس.
وكان حفتر الرجل القوي في شرق البلاد يدعم حكومة موازية لحكومة الوفاق الوطني في الغرب المعترف بها دولياً برئاسة فائز السرّاج.
وشهدت ليبيا على مدى أكثر من عقد صراعاً متقطعاً منذ أن أطاحت ثورة عام 2011 بدعم من حلف شمال الأطلسي بمعمّر القذافي، وسط نزاعات شاركت فيها ميليشيات مختلفة وقوى أجنبية، وتنافس بين حكومات متعددة على النفوذ في البلاد.