المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة تحرز تقدماً

قال مصدر من الوساطة لوكالة رويترز إن المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية أحرزت تقدما.

وأضاف المصدر أنه من المتوقع التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار قريبا.

وقال مسؤول أمريكي رفيع الأربعاء إن الولايات المتحدة “متفائلة بحذر” بإمكان توصّل الطرفين المتحاربين في السودان إلى هدنة موقتة جديدة في محادثات تستضيفها السعودية من أجل إتاحة إدخال المساعدات.

ومنذ السبت تعقد اجتماعات في جدة بين وفدي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في إطار “محادثات أولية” بمشاركة الولايات المتحدة.

"محادثات جدة" بين طرفي النزاع السوداني تحرز تقدماً

وقالت ثالث أرفع مسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إن “هدفنا من هذه المحادثات يتمحور بشكل ضيّق حول التوصل لاتفاق على إعلان مبادئ إنسانية ومن ثم إرساء وقف لإطلاق النار لفترة طويلة بما يكفي لتسهيل تقديم خدمات الحاجة إليها ماسّة”.

وقالت نولاند أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ “تحدّثت إلى مفاوضينا صباحا وهم متفاؤلون بحذر”.

وعرض مفوّض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث مقترحات تنص على ضمان الطرفين إقامة ممر آمن للإغاثة الإنسانية، وفق متحدث باسم الهيئة الأممية.

وأشارت نولاند إلى أنه في حال تم التوصّل إلى وقف جديد لإطلاق النار، سيتم توسيع نطاق المحادثات ليشمل السعي لوقف الأعمال العدائية بشكل مستدام.

وتابعت “نواصل مع شركائنا التأكيد للطرفين المتحاربين بقيادة هذين الجنرالين على أن لا حل عسكريا لهذه الأزمة وعلى أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للمضي قدما”.

اشتباكات وانفجارات

هزت انفجارات قوية الخرطوم الأربعاء في اليوم السادس والعشرين من النزاع على السلطة بين الطرفين

وقال أحد سكان أم درمان في ضاحية شمال غرب الخرطوم لوكالة فرانس برس “أيقظتنا الانفجارات ونيران المدفعية الثقيلة”، فيما استهدفت “غارات جوية” أحياء سكنية، ردت عليها “رشاشات مضادات جوية”.

وأفاد سكان في العاصمة عن وقوع اشتباكات قرب المدينة الرياضية جنوب الخرطوم واشتباكات في شارع ال60 شرق المدينة.

كما أفاد شهود عن تحليق مكثف للطيران الحربي فوق منطقة برى شرق القيادة العامة للجيش، وسماع أصوات مضادات أرضية.

وتحدث شهود في مناطق متفرقة من العاصمة خلال الليل عن دوي انفجارين كبيرين، فيما أشار آخرون لاحقا إلى معارك تجري في شوارع شمال العاصمة البالغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة.

كذلك أكد سكان في العبيد على مسافة 350 كلم غرب الخرطوم وقوع مواجهات وانفجارات في مدينتهم.

وبدأت أعمال العنف قبل نحو شهر بعدما رفضت قوات الدعم السريع الاندماج في الجيش وفقا لما نصّ عليه اتفاق هش لإنجاز عملية انتقالية إلى حكم مدني.

الأسبوع الماضي هدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عقوبات على الطرفين المتحاربين بعد انتهاء مفاعيل وقف لإطلاق النار تم التوصل إليه برعاية الولايات المتحدة خصوصا.

ولدى سؤالها عن عقوبات محتملة، قالت نولاند إن الإدارة الأمريكية تسعى إلى استهداف أشخاص “في فئات مختلفة، خصوصا إذا عجزنا عن دفع هذين الجنرالين إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية وإلى إلقاء السلاح”.

وأسفرت المعارك الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عن 750 قتيلا وخمسة آلاف جريح بحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، كما دفعت مئات الآلاف إلى النزوح داخليا أو اللجوء إلى البلدان المجاورة.