تجدد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
قُتل ما لا يقل عن 25 فلسطينيا في الغارات الإسرائيلية التي طالت قطاع غزة فيما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق عشرات الصواريخ على المناطق المتاخمة للقطاع في أسوأ جولة عنف بين الجانبين منذ أشهر.
واستمر، ليل الأربعاء-الخميس، إطلاق المزيد من الصواريخ من غزة.
وأكدت كتائب القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، في بيان أن “المقاومة الفلسطينية تواصل ضرب المدن” الإسرائيلية.
وبدا ذلك ردا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي كان صرح قبل بضع دقائق “لا نزال في وسط الحملة” على حركة الجهاد.
وقال نتانياهو في كلمة نقلها التلفزيون الإسرائيلي: “هذه العملية لم تنته، نواصل توجيه الضربات، بدأناها معاً، ومستمرون فيها معاً”.
من جهته قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش “قلق جدا” ويود التأكد “من عدم حصول تصعيد” إضافي.
ودانت ألمانيا بـ”شدة” الهجمات الصاروخية الفلسطينية “العشوائية” ضد إسرائيل.
ومنذ إطلاق أولى الصواريخ بعيد الظهر، دوت صفارات الإنذار في المناطق الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة وصولا إلى بئر السبع شرقا وتل أبيب شمالا.
وقبل إطلاق الدفعة الأخيرة من الصواريخ، تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت عن “أكثر من 400” صاروخ أطلِقَت من غزة على إسرائيل، اعتُرض عدد كبير منها.
وقال نتانياهو “لم يُصَب أي مدني إسرائيلي حتى الآن”، داعيا سكان المناطق المتاخمة لغزة إلى ملازمة الملاجئ، علما بأن بعض الصواريخ أحدث أضرارا مادية.
في وقت سابق، تجددت الغارات الإسرائيلية على أهداف عدة خصوصا لحركة الجهاد في غزة، رغم تصريحات مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين عن جهود تبذلها القاهرة توصلا إلى اتفاق لوقف النار بين الجانبين.
مقتل 25 شخصا
وأكدت بيانات متلاحقة لوزارة الصحة في غزة مقتل 25 شخصا في قصف جوي إسرائيلي على القطاع بينهم خمسة أطفال إضافة إلى ما لا يقل عن 50 إصابة.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أنه “يقصف حاليا البنية التحتية لإطلاق الصواريخ لمنظمة الجهاد الإرهابية” في غزة، مشيرا إلى أن الضربات تستهدف مواقع في “الأجزاء الشمالية والجنوبية” من القطاع.
وقال في بيان منفصل إنه “استهدف أكثر من 40 قاذفة صواريخ وقذيفة هاون تابعة لحركة الجهاد ” مؤكدا مواصلته “العمل لحفظ أمن المدنيين الإسرائيليين”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل ثلاثة أشخاص، الخميس، إضافة إلى سبعة آخرين في الغارات الجوية الأربعاء ليضافوا إلى 15 فلسطينيا قضوا الثلاثاء في قصف إسرائيلي استهدف خصوصا ثلاثة قادة عسكريين في حركة الجهاد.
وبحسب الجيش، طال القصف أشخاصا “كانوا في طريقهم إلى موقع إطلاق صواريخ في مدينة خان يونس” جنوب غزة.
جهود مصرية
في بيان، أطلقت الغرفة المشتركة لفصائل “المقاومة” الفلسطينية على العملية اسم “ثأر الأحرار”، مؤكدة أنها “رد على جريمة اغتيال قادة سرايا القدس” الثلاثاء.
من جانبه، قال عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم حركة حماس المسيطرة على القطاع في بيان إن الضربات “جزء من عملية الرد على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني”.
وأشار طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إلى وجود اتصالات من أجل التهدئة.
وقال النونو “تلقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس … اتصالات من الأخوة في مصر وقطر والأمم المتحدة بحث خلالها العدوان على قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة وسبل التعامل معه”.
من جهته، أكد مصدر مصري لوكالة فرانس برس “إجراء اتصالات عدة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وقال المصدر الذي فضل عدم كشف هويته “دعت مصر إلى وقف لإطلاق النار بين الجانبين بشكل فوري”.
وأكد مصدران متطابقان في الجهاد وحماس لفرانس برس أن مصر أجرت اتصالات “مكثفة ومثمنة” مع الحركتين “وأبلغتنا أنها أجرت اتصالات مع الجانب الإسرائيلي وطلبت وقفا فوريا لاطلاق النار والعودة للهدوء.
وحتى الآن لا يوجد اتفاق للتهدئة”.
من جانبه صرح مسؤول إسرائيلي فضل عدم كشف هويته بأن جهودا مصرية تبذل توصلا إلى اتفاق لوقف النار، مضيفا “سنجري تقييما للأوضاع بناء على الأفعال على أرض الواقع وليس على البيانات”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في تصريحات للقناة الحادية عشرة الإسرائيلية “تواصلت معنا مصر بخصوص التهدئة، هذا يأتي من جانب الجهاد ، أعتقد أن السبب الذي يدفع الجهاد الى توسل التهدئة واضح”.
وفي آب/أغسطس 2022، أدت اشتباكات مسلحة استمرت ثلاثة أيام بين إسرائيل وحركة الجهاد إلى مقتل 49 فلسطينيا، بينهم 12 من أعضاء الجهاد، وفقا للحركة، وما لا يقلّ عن 19 طفلا، وفق الأمم المتحدة.
ومنذ مطلع كانون الثاني/يناير، قُتل أكثر من 125 فلسطينيا و19 إسرائيليا وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، حسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.