“وضعية المعلمين في تونس مزرية”.. فما هي مطالبهم وكيف تؤثر سلبياً على الطلاب؟
- المعلمون في تونس يتمسكون بحجب الأعداد والأولياء يتهمونهم باستغلال أطفالهما
- المعلمون لـ”أخبار الآن”: مطالبنا مادية ولن نخجل ونحن ضحية أزمة التعليم وليس الطلاب
- ولية أمر: التلميذ التونسي أصبح غير سعيد وغير جدي في التعامل مع دراسته
تتواصل الأزمة المتعلقة بالتعليم الابتدائي (الأساسي) في تونس في ظل تواصل حجب أعداد امتحانات الثلاثيتين الأولى والثانية، بعد أن سبق أن توصلت لوزارة التربية التونسية لاتفاق مع الجامعة العامة للتعليم الثانوي تقرر بمقتضاه رفع حجب الأعداد، وللحديث أكثر عن تطورات أزمة حجب الأعداد ووضعية المعلمين وانعكاسات هذه الاحتجاجات على الطلاب التقت أخبار الآن مع عدد من المعلمين والأولياء.
وصرح الكاتب العام للفرع الجامعي للتعليم الأساسي في صفاقس، عبد الكريم السويسي: “بداية السنة الدراسية لم تكن طبيعية وكانت بمقاطعة كبيرة من قبل أصحاب التشغيل الهش من نواب ومتقاعدين التابعين لقطاع التعليم على إمتداد أكثر من شهرين من مقاطعة للدروس ونهاية السنة الدراسية أيضا أرادت لها السلطة أن لا تكون طبيعية لأننا لم نجد لحدود اليوم أي أرضية للتوافق”.
كما قال النقابي عبد الكريم ردا على من يقول أن الطلاب ضحية: “المعلم هو الضحية الحقيقي وضحية عشر سنوات عجاف وفق تعبيره فعل فيهم الساسة ما أرادوا”.
وتابع: “المعلم اليوم أمام حياته وأمام لقمة عيشه، ليس مستعدا لتقديم أي تنازل”. وأكد أن وضعية المعلم في تونس “مزرية” ويجب أن يستعيد المعلم قيمته التي يتمتع بها في السابق وشدد على أن المعلم لا يبحث عن الرفاهية بل يبحث عن عيش كريم ومريح إلى حد ما.
وأضافت المعلمة، ليلى الفورتي في ذات السياق: “الوزارة لم تستجب لمطالبنا ومطالبنا مادية بالأساس ولا نستنكر ذلك ولا نخجل من ذلك، مهنة التعليم ثاني أكثر المهن مشقة في العالم فكيف لا يجد المعلم مردودا ومقابلا لمجهوداته المتعبة؟.”
وواصلت: “سلطة الإشراف تعلم كم يعاني المعلم وتعلم غياب أبسط وسائل الأساسية للتعليم وفي بنية تحتية مهترئة لذلك نحن حاجبون، عازمون، ثابتون ولن نتراجع.”
هذه الأزمة المتواصلة منذ أكثر من 9 أشهر جعلت الأولياء في تونس يعبرون عن إستيائهم ويتساؤلون حول مصير أبنائهم وفي هذا السياق التقت أخبار الآن مع هندة مطبيع، ولية تونسية صرحت لأخبار الآن: “أزمة حجب الأعداد أثرت في الأولياء والطلاب بشكل كبير، التلميذ التونسي أصبح غير سعيد وغير جدي في التعامل مع دراسته، أصبحنا غير قادرين على تقييم مستوى أبنائنا الدراسي.”
وختمت حديثها بالقول:”بالنسبة لي أطفالنا هم حطب معركة بين الاتحاد والوزارة.”
وفي نفس الإطار شدد رئيس جمعية الأولياء والتلاميذ:”الطلاب هم ضحايا الارتهان والورقة المستعملة للضغط على الوزارة وهم المكان الذي يؤلم والذي يؤثر ويسرع بالقرارات ومع الأسف هذا ليس جديدا لسنوات يتم اعتماد هذا الأسلوب.”
وأضاف:”هذه السنوات من الاحتجاجات وغيرها من العوامل كفترة الكورونا راكمت الأسباب التي ساهمت في تدني المستوى التعليمي في تونس.”
كما عبر الزهروني عن مخاوفه من انقطاع الطلاب في تونس عن التعليم والتوجه عن طريق الانحراف أو الهجرة غير الشرعية أو الإرهاب بسبب عدم الاستقرار الذي يعيشه الطفل والمراهق في التعليم العمومي.
وفي آخر تطورات أزمة حجب الأعداد انسحب، البارحة، الوفد المكوّن من الجامعة العامّة للتعليم الأساسي من جلسة التفاوض التي كان من المبرمج أن تتواصل أشغالها في وزارة التربية للنظر في مطالب القطاع وذلك بسبب تغيب وزير التربية عن هذه الجلسة المهمة التي كان من المنتظر أن تحل أزمة التعليم الأخيرة.