بسبب الامتحانات.. دولة عربية تقرر قطع خدمة الإنترنت ومظاهرات في العراق لتأجيل الامتحانات

انطلقت امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) في عدد من الدول العربية منها العراق وسوريا وتونس والمغرب والجزائر .

ليس سراً أن مشكلة الغش في الامتحانات منتشرة في بلدان عربية مختلفة، ففي السنوات الأخيرة عانى أكثر من بلد من تسريب الامتحانات، أو استعمال وسائل تكنولوجية جديدة يصعب كشفها، وهو ما يتسبب في ضرب مبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف الطلاب.

وتعمل الدول على إيجاد أكثر الطرق فعّالية للحد من مشكلة الغش، إلا أنها أحياناً تستخدم بعض الوسائل، التي تؤثر على حياة كافة المواطنين، وتتسبب في تعطيل الكثير من مشاغلهم اليومية.

وسط تحديات ومظاهرات.. انطلاق الامتحانات في عدد من الدولة العربية

سوريا

بدأت الأربعاء امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها (العلمي والأدبي) والثانوية المهنية بفروعها الصناعية والتجارية والنسوية لدورة عام 2022-2023 الأولى.

وافادت وكالة سانا بتوجه 256924 طالباً وطالبة، لتقديم امتحاناتهم في 2332 مركزاً امتحانياً في جميع المحافظات.

يشار إلى أن امتحانات الثانوية العامة بالفرع العلمي والمهنية تستمر لغاية الـ 26 من حزيران الجاري، وللفرع الأدبي حتى الـ 24 منه، حيث سيقدم طلاب الفرع العلمي امتحان مادة الفيزياء، والأدبي والثانوية الشرعية مادة الجغرافيا، وطلاب المهني سيقدمون مواد اختصاصية كل حسب اختصاصه.

حيث يواجه الطلاب مشكلات في مقدمتها التنقل، كون وزارة التربية في حكومة النظام السوري لا توفر المواصلات لهؤلاء الطلاب ولا تقدم لهم الحلول.

ياتي ذلك في حين انتشر على وسائل التواصل يوم أمس أخبار حول نيّة السلطات السورية قطع خدمة الإنترنت بالتزامن مع امتحانات الشهادة الثانوية ابتداءً من 7 حزيران/يونيو 2023.

ليست هذه المرة الأولى التي تلجأ فيها الحكومة السورية إلى قطع الإنترنت عن المواطنين/ات خلال فترات مشابهة، ففي أيار/مايو 2018، وآب/أغسطس 2020 قطعت السلطات الإنترنت خلال فترة امتحانات الشهادة الثانوية، وفي الشهر نفسه عام 2022 نشرت شركة الاتصالات جدولا مشابهاً يحوي مواعيد حجب الخدمة والمناطق التي ستتأثر بالقرار، وقالت الشركة في بيان هذا الإجراء نُفّذ “بطلب من وزارة التربية لضمان سير العملية الامتحانية ومنعاً للاختراقات والاعتداء الإلكتروني على امتحانات الشهادة الثانوية”.

للمفارقة، تلت هذه الخطوات وعوداً كان وزير التربية الحالي دارم طباع أطلقها في حزيران/يونيو 2021 أنّ حجب الإنترنت خلال فترة الامتحانات سيلغى ابتداءً من العام الدراسي (2021 -2022)، مدعياً أن الهدف من الحجب كان “تفادي اتخاذ خطوات مفاجئة من شأنها أن تؤثر على الطلاب والأهالي والمسؤولين عن الامتحانات”.

العراق

اعتقل جهاز الأمن الوطني العراقي 4 متهمين بترويج أجهزة إلكترونية يستخدمها تلاميذ للغش في الامتحانات النهائية للمرحلة المتوسطة التي انطلقت الخميس الماضي. واندرج ذلك في إطار التدابير المتخذة لتأمين حسن سير الامتحانات، ومنع حالات الغش التي تتكرر منذ سنوات مع بدء الامتحانات النهائية، ما يتسبب في إحراج شديد لوزارة التربية، فيما تتولى أجهزة الأمن ملاحقة المروجين، وتحاول توقيفهم.

وأورد بيان أصدره جهاز الأمن الوطني، الأحد، أنه “مع انطلاق الامتحانات النهائية كثفت مفارز الجهاز في المحافظات ملاحقة أشخاص يتاجرون بسماعات مخصصة للغش الإلكتروني، من أجل الحفاظ على حسن سير الامتحانات. ورصدت مفارز الجهاز في بغداد، بعد إجراء مسح ميداني لمراكز الامتحانات، بالتنسيق مع هيئة الإعلام والاتصالات، ترددات لاسلكية مصدرها أجهزة نداء، ثم تدخلت لاعتقال شخص بالجرم المشهود، خلال تنفيذه عملية غش إلكترونية في منطقة المنصور وسط بغداد”.

وتتخذ السلطات العراقية تدابير مشددة، وقطع لخدمة الإنترنت بهدف منع تكرار تسريب الأسئلة الذي حصل مرات في الأعوام السابقة.

في حين يتظاهر طلاب السادس اعدادي في العراق للمطالبة بتأجيل الأمتحانات النهائية الوزراية الخميس 8- -6-2023 وتخرج مجموعة من الطلاب تتطالب بالتأجيل إلى تاريخ 15 -07 لكن لم يصدر حتى اللحظة اي قرار من وزارة التربية والتعليم .

فقد أفادت قناة “السومرية” العراقية، نقلاً عن بيان صادر من وزارة التربية والتعليم، بأن الحكومة العراقية وافقت على قرار قطع الإنترنت في جميع أنحاء البلاد لمدة أربع ساعات في أيام الامتحانات لطلاب المدارس الثانوية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العراقية في بيان عقب اجتماع لمجلس الوزراء، إن “مجلس الوزراء وافق على إغلاق الإنترنت من الساعة الرابعة حتى الثامنة صباحاً لفترة الامتحانات في المدارس الإعدادية والثانوية من أجل توحيد الجهود لإنجاح عملية الامتحان”.

وأشاد وزر التربية والتعليم العراقي، ابراهيم الجبوري، بجهود الأجهزة الأمنية في ضمان أمن المؤسسات التعليمية، وكذلك في منع تسرب الأسئلة أثناء امتحانات المرحلة الابتدائية.

وسط تحديات ومظاهرات.. انطلاق الامتحانات في عدد من الدولة العربية

تونس

تنطلق اليوم اختبارات الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا (الثانوية العامة) في تونس وقامت وزارة التربية وكل الأطراف المعنية باستكمال الاستعدادات اللوجستية والتنظيمية لتأمين سير هذا الامتحان الوطني.

تبدأ اليوم الاختبارات الكتابية للدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لتتواصل الى 14 يونيو الجاري بمشاركة أكثر من 137 ألف مترشح من المعاهد العمومية والخاصة.

وأكد وزير التربية محمد علي البوغديري، الإثنين، في ندوة صحفية، على أن الوزارة تعمل على “التصدّي الحازم والقانوني لكل محاولات الغش التي تهدد مبدأ تكافؤ الفرص ونزاهة الامتحانات”.

وللحد من هذه الظاهرة، اتخذت وزارة التربية عدة إجراءات من بينها منع اصطحاب الأجهزة الالكترونية إلى مراكز الامتحانات إضافة إلى تنظيم حملات توعوية وتحسيسية.

المغرب

انطلقت امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) في المغرب،  بمشاركة أكثر من أربعمئة ألف تلميذ، وسط تدابير مشدّدة لمواجهة الغش الذي تحوّل إلى تحدّ للسلطات التعليمية؛ فهو تفاقم وبلغ مستويات غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، لا سيّما مع اللجوء إلى وسائل إلكترونية حديثة للقيام بذلك.

ومن أجل تأمين إجراء امتحانات البكالوريا في ظروف آمنة، فُرضت إجراءات خاصة لمنع محاولات تسريب الامتحانات والغش، من بينها اعتماد لجان خاصة مزوّدة بمعدّات للكشف عن الوسائط الإلكترونية والهواتف الخلوية في مراكز الامتحانات.

وقبل أسبوع من انطلاق الامتحانات، توعّد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى بمحاربة الغشاشين، في جلسة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، مشدّداً على حرص وزارته على تطويق الغش بكلّ وسائله، بما فيه الإلكتروني.

الجزائر

شكل موضوع “تجريم أفعال الغش في الامتحانات”, محور يوم دراسي نظمه, الخميس الماضي مجلس قضاء الجزائر, حيث تم التأكيد من خلاله على ضرورة الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة لتفادي أفعال الغش أثناء سيرورة الامتحانات النهائية المرتقبة.

وفي مداخلة له بالمناسبة, أكد ممثل القطب الجزائي المتخصص في مكافحة الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام و الاتصال و مكافحتها,  إسحاق دراج, أن القطب “اتخذ تدابير وقائية و إجرائية تعتمد على تكنولوجيات جد متطورة لمكافحة ظاهرة الغش قبل و أثناء سير الامتحانات النهائية لشهادات التعليم لمختلف الأطوار”.

وأوضح في ذات السياق أن الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام و الاتصال و مكافحتها, شكلت “لجنة وطنية تتولى دراسة و رصد الصفحات الإلكترونية المشبوهة لمختلف مواقع التواصل الاجتماعي الناشطة قبل إجراء الامتحانات لتحديد هوية مسيريها وتوقيف نشاطها”.

ودعا المشاركون بالمناسبة, إلى “تفعيل دور وسائل الإعلام من خلال إعداد برامج هادفة تعالج ظاهرة الغش في الامتحانات وتبصير المترشحين بالأضرار الناجمة عن ممارسة هذا السلوك الخطير من خلال بيان تأثيرها على الطالب ومستواه التعليمي والسلوكي”.