تصنع بالحرير الطبيعي وخيوط من الذهب.. مواصفات كسوة الكعبة
رفعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم السبت، الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمشاركة الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، جريًا على العادة السنوية بارتفاع ثلاثة أمتار وفق الخطة المعتمدة لموسم الحج، فيما تمت تغطية الجزء المرفوع بإزار من القماش القطني الأبيض بعرض مترين تقريبًا من الجهات الأربع.
وتُبدل كسوة الكعبة مطلع العام الهجري بـ”الثوب الأغلى” الذي يصنع من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود ويزدان بآيات قرآنية وزخارف إسلامية مطرّزة تطريزاً بارزاً بالذهب. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، وبالثلث الأعلى منه يوجد حزام عرضه 95 سنتيمتراً، وطوله 47 متراً، ومكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.
وبحسبِ مساعد الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة والمعارض والشؤون الهندسية والفنية والتشغيلية المهندس سلطان القرشي، فإن رفع الجزء السفلي من الكسوة يهدف للحفاظ على نظافة وسلامة الكسوة ومنع العبث بها.
وأوضح أن: “ثوب الكعبة المشرَّفة يرفع على 6 مراحل، تبدأ من فك أسفل الثوب من جميع الجوانب، وكذلك الأركان بارتفاع ثلاثة أمتار، ثم فك الحبل السفلي وإخراجه من الحلق، ولف ثوب الكعبة المشرَّفة بارتفاع ثلاثة أمتار، وموازاته على ارتفاع واحد وتثبيته من جميع الجوانب، وفك ثلاثة من القناديل والعرق ثم تثبيت القماش الأبيض على جميع الجهات كلٍّ على حدة، وتركيب القناديل على القماش الأبيض وتغيير العرق وتثبيته إلى حد الخياطة، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة وهي لف الجزء السفلي من الستارة”، بحسب ما أفادت وكالة (واس).
وإلى ذلك، تمر مراحل صناعة كسوة الكعبة بعد أقسام، منها الفني والتشغيلي، بدءًا بالصباغة، حيث يُزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، قبل تدخل النسيج الآلي الذي يضم العبارات والآيات القرآنية.
وبعد ذلك، يتم إجراء اختبارات متنوعة للخيوط الحريرية والقطنية من أجلِ التأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية المطلوبة، كشدة الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية، بالإضافة إلأى عمل بعض التجارب اللازمة لذلك.
ويتم استخدام خيوط من الذهب والفضة في تطريز كسوة الكعبة حيث يصل عدد قطع المذهبات (54) قطعة على الكعبة، وتتم حياكة وتطريز الثوب في قسم تطريز المذهبات بمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، التابع للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وذلك باستخدام (120) كيلوغراما من المذهبات، و(100) كيلوغرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و(760) كيلوغراما من الحرير.
وبعد الانتهاء يُرفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربع على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم ويتم تثبيت الجنب من أعلى بربطها وإسقاط الطرف الآخر من الجنب بعد أن يتم حلّ حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة، بعدها يسقط الجنب القديم من أسفل ويبقي الجنب الجديد، وتتكرر العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن يكتمل الثوب.
وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته، وتبدأ هذه العملية أولاً من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وبعد أن يتم تثبيت كل الجوانب تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله.
وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل، بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود التي تقدر بحوالي ٣،٣٠ أمتار عرضاً حتى نهاية الثوب ومن ثم يتم عمل ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً يتم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب.