بعد اعتداء معلم على طلابه.. جمعية براءة لحماية الطفولة تطالب الدولة بإدراج مادة “التربية الجنسية”
- حادث الاعتداء على الطلاب ليس الأول بالمدينة.. فكيف يمكن حماية الأطفال من التحرش؟
هزت مؤخرا تونس حادثة اعتداء معلم على 16 طالبا قاصرا في مدينة صفاقس الواقعة في الجنوب التونسي وأعلنت وزارتا الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن والتربية في بلاغ مشترك إيقاف إطار تربوي بمحافظة صفاقس، تحفظيا عن العمل وإشعار النيابة العمومية وقضاء الأسرة للبحث حول شبهة تحرش جنسي بعدد من الطلاب.
وللحديث أكثر عن تفاصيل هذه القضية تواصلت أخبار الآن مع الناطق الرسمي باسم محكمة صفاقس، فوزي المصمودي الذي أكد أنه جاري التحقيق مع المتهم في قضايا التحرش بالطلاب التونسيين وجاري الاستماع لضحايا التحرش كما أشار القاضي المصمودي إلى أن بعض الأولياء رفضوا تتبع المعلم المتحرش وتنازلوا عن حقوق أطفالهم لكن أكد الناطق الرسمي أن هذا التنازل لا يعني تبرئة المتهم أو إيقاف إجراءات تتبعه لأن الحق العام يتتبع المتهم خاصة حين يتعلق الأمر بقاصر.
وفي نفس الوقت صرح المندوب الجهوي لحماية الطفولة وليد عموري لأخبار الآن أن الدولة التونسية تضع على ذمة الأولياء والأطفال والنساء رقما أخضرا: 1809 للإبلاغ عن وضعيات يكون فيها الأطفال المهددين إلى جانب مكاتب مندوربي حماية الطفولة الموجودة في مختلف ولايات الدولة التونسية وذكر المندوب أن الطريقة المثلى لحماية الطفل هي مراقبة العائلة اللصيقة لأطفالهم والاستماع لهم وتوعية الأطفال إلى جانب الإشعار الفوري في حال حصول أي اعتداء على الطفل وستتكفل الدولة في هذه الحالة بالقاصر المعتدى.
حادثة مشابهة راح ضحيتها 20 طالبا في نفس المدينة
في حين يحمل رئيس جمعية براءة لحماية الطفولة المهددة، حسام شقرون الدولة جزءا من مسؤولية هذه الحادثة إذ أنها ليست الأولى من نوعها، وكشف أنه قبل 4 سنوات تعرض 20 طفل إلى الاعتداء بالفاحشة من قبل معلم في نفس المدينة التي وقعت بها حادثة الأطفال الأخيرة وتكرار هذه الحادثة يبين أن الدولة لم تعتمد أي سياسة لمكافحة التحرش والإشعار ولم تحرص أيضا على تركيز كاميرات مراقبة في الفضاءات العامة كما أنها لم تعمل على تكوين المعلمين وتحسيسهم بواجب الإشعار.
كما أرجع حسام شقرون أسباب امتناع الأولياء من تتبع المعلم المعتدي على أطفالهم لخوفهم من الفضيحة والتعرض للوصم الاجتماعي هذا إلى جانب تخوفهم من تراجع نتائج الأطفال الدراسية خاصة وأن السنة الدراسية توشك على الانتهاء بعد الأيام كما أشار شقرون إلى أن بعضهم قال إن المعلم كبير في السن ويوشك على التقاعد لذلك يعتقد بعضهم أن المشكلة ستحل بخروجه من التعليم كما ذكر أن المعلم قام بالاعتداء الجنسي داخل أسوار المدرسة التي يدرس بها وفي هيكل مخصص للدروس الخصوصية
كما كشف مصدر رفض الكشف عن هويته أن هذا المعلم له تاريخ طويل مع التحرش بالأطفال لأنه حاليا في أواخر الستينات ما يعني أنه طيلة سنوات عمله كان يعمد إلى الاعتداء على الأطفال في أغلب المدارس التي كان يدرس بها ومن بينها مدرسة بمنطقة جبنيانة بنفس المدينة التي اعتدى داخل أسوارها على عدد كبير من الأطفال لكن لم يتم التقدم بأي شكاية في الموضوع.
كيفية حماية الأطفال من التحرش
كشف شقرون أن تحسيس الأولياء والأطفال بخطورة التحرش وكيفية الحماية منه هو جزء لا يتجزأ من عملهم كجمعية تعنى بالأطفال كما أكد أن حماية الأطفال من التحرش يتوقف على توعية الأم والأب لأطفالهم حول أجسادهم والحدود التي يجب على الآخرين أن لا يتجاوزوها معهم.
كما أكد أنه على الدولة إدراج مادة “التربية الجنسية” في برامج التعليم الابتدائي من أجل تعليم الأطفال كيفية الدفاع عن أنفسهم وحماية أجسادهم من التحرش الجنسي في أقرب وقت واعتبر أن هذه الخطوة يجب أن تصبح أولوية الدولة التونسية.
كما أشار شقرون أنه في حالة وقوع التحرش يجب كسر حاجز الصمت وتصديق الضحية لأن بعض الأولياء يكذبون أطفالهم ولا يأخذون شهاداتهم بعين الاعتبار وختم حديثه بالقول:”الضحية يجب أن لا يتحول إلى ملام ودور العائلة محوري في حماية الطفل من التحرش.”