فرار 2 مليون شخص بسبب النزاع في السودان
وسط صراع لا يتوقف، أدى طلاب سودانيون ممن فروا من القتال الدائر في الخرطوم (عاصمة السودان) وأماكن أخرى من البلاد امتحانات نهاية العام الدراسي في بورتسودان يوم الاثنين (12 يونيو حزيران).
وذكر خالد عبد المنعم مدير إدارة الامتحانات والتقويم بوزارة التربية والتعليم أن ترتيبات طارئة جرت في مدرسة كمبوني ببورتسودان لنحو 828 من طلاب الخرطوم.
وقالت أميرة بكر علي والدة أحد الطلاب: “مرقنا من ولاية الخرطوم وجينا إلى ولاية البحر الأحمر، الحمد لله الولاد نزلوا الامتحانات، ولاية البحر الأحمر ما قصروا معانا ناس الولاية، وقفوا معانا وقفة الحمد لله، والله منهارين منهارين، لا كتب، لا كراسات، والله مرقنا من الولاية ما عارفين إنه هنمتحن ما هنمتحن، وقايلين إنه في فترة وجيزة إنه هنرجع، وزي ما شايفين إللي حصل، الحمد لله، والله منهارين بس إن شاء الله ربنا ينجحهم”.
وذكر عبدالمنعم أن أكثر من 13 ألف طالب أدوا الامتحانات في 97 مركزا في بورتسودان.
وقالت آية عثمان إبراهيم، وهي طالبة من الخرطوم: “أحب أشكر مدرسة الكمبوني، استقبلونا استقبال جميل، لما بدأت الحروب أنا كنت في البيت، ما كان عندنا حاجة حتى بعد العيد، بعد ما الحرب اشتدت ولما اشتدت جينا بورتسودان، فلاقونا في البداية الجيش، وثاني لحقون الدعم السريع، في النهاية جينا بورتسودان، الأمور ما مستقرة، لكن الحمد لله قريت والامتحان جه ظريف شديد ومدرسة الكمبوني استقبلتنا استقبال جميل”.
وذكر أيمن عبدالقادر عمر، وهو طالب آخر من الخرطوم: “كنت في مدرسة التضامن، جات ظروف الحرب جينا ولاية البحر الأحمر، وفي الامتحان كان الامتحان كتير ساهل، ما غلبني شيء، أنا بس ركزت في الأسئلة يعني الواحد يركز في الأسئلة يجي الامتحان ساهل ولما الواحد يتوكل على الله أي حاجة بتكون ساهلة”.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل شهرين تقريبا، مما أجبر نحو مليوني شخص على الفرار وأدى إلى تدمير الاقتصاد وانقطاع الكهرباء والمياه بشكل متكرر.
وقالت هويدا عبد العزيز والدة أحد الطلاب: “بناشد القوتين، المواطن ما عنده إيد في الكلام ده، المواطن عانى، المواطن شاف، يعني هناك نحنا خلينا بيوتنا والله، لا حول ولا قوة، يعني بيوتنا اتسرقت، بيوتنا اتنهبت، يعني حتي إللي فضلناه في البيوت، والله بيصبح صباح بنعاني إنه يصبح صباح، يعني بناشد القوتين، المواطن لا حول له ولا قوة، المواطن ما عنده ذنب، بناشد المجتمع الدولي إنه يتدخل، إذا كان القوتين ما حلت حاجة، إنه يتدخلوا”.
واتسعت دائرة الاشتباكات في السودان لتغطي جميع مدن دارفور غرب السودان، بالتزامن مع القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وكانت قد أفادت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان بارتفاع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات إلى 958 حالة وفاة، و4746 إصابة، فيما تجددت الاشتباكات بشكل متقطع صباح الأربعاء، بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ومع انتهاء الشهر الثاني من الحرب، ما زالت الاشتباكات جارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي أسفرت عن سقوط مزيد من الضحايا.
ووفق أحدث إحصائية لنقابة الأطباء السودانية، بلغ عدد الوفيات والإصابات التي تم حصرها بين المدنيين للفترة بين 27 مايو -12 يونيو 958 حالة وفاة و 4746 إصابة.
وانضمت، صباح الأربعاء، مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان لمسرح المعارك، وبحسب شهود عيان بالمدينة، سمع دوي قصف مدفعي في أنحاء متفرقة من المدينة.