الشباب يكشفون لـ”أخبار الآن” مواقفهم المختلفة من حادثة مقتل نائل في فرنسا
- يطلق المحتجون دعوات لاحتجاجات أكبر على وسائل التواصل الاجتماعي
- الشرطي حاليا على ذمة التحقيق والشاب جنسيته فرنسية ولا يتحدث العربية
حالة من الاحتقان والغضب فرضت نفسها على الشارع الفرنسي في الساعات القليلة الماضية، بعد مقتل مراهق من أصل جزائري على يد شرطة إنفاذ القانون.
كان المراهق البالغ من العمر 17 عامًا والذي يدعى نائل، يستقل سيارة وحاول تجاوز نقطة تفتيش مرورية، قبل أن يطلق أحد الشرطيين النار عليه. وفقًا لتقارير إخبارية
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع صرحت الصحفية التونسية، سارة عوجي المقيمة في باريس لأخبار الآن: “حاليا لا يمكن الجزم بأن حادثة مقتل الشاب نائل إن كانت ناتجة عن سوء تقدير أم بدافع عنصري”.
وأضافت: “الشرطي حاليا على ذمة التحقيق والشاب جنسيته فرنسية ولا يتحدث العربية، أصوله فقط جزائرية والحادثة ليست الأولى من نوعها وليست ضد الشاب الجزائري فقط”.
وتابعت: “كشابة مغاربية وعربية، مقيمة في فرنسا لم أتعرض لعنصرية بشكل مباشر لكنني لا أنكر وجودها والعديد من الجمعيات والمنظمات تعمل على مساندة ضحاياها كما أنه لدي أصدقاء يتعرضون للعنصرية بسبب لون بشرتهم أو لارتدائهم الحجاب”.
وكشفت الصحفية أن هذه الليلة هي الرابعة من الأحداث والوضع يزداد سوءا مقارنة بيوم مقتل الشاب الجزائري، فتحولت الاحتجاجات من مسيرات سلمية إلى عمليات تخريب واعتداء على الأملاك العمومية والخاصة.
وواصلت: “لا يمكن أن نجزم إن كان الوضع سيزداد سوءا أم سيتم امتصاص الغضب الشعبي في قادم الأيام، فعلى صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية الفرنسي أنه سيتم نشر 45 ألف شرطي ومن ناحية أخرى يطلق المحتجون دعوات لاحتجاجات أكبر وحتى على وسائل التواصل الاجتماعي هناك دعوات للاحتجاج والخروج للشارع”.
كما ذكرت أن الاحتجاجات عادة تكون في المساء وهذا أثر على راحة المواطينين وزرع الخوف فيهم والغاية من اختيار الظلمة هو الرغبة في السرقة إذ تم تحويل وجهة الاحتجاجات من غضب شعبي ضد العنصرية وضد مقتل الشاب إلى احتجاجات الهدف منها السرقة والتخريب والاعتداءات وفق تعبيرها.
أما الصحفي الشاب عادل اليحياوي المقيم أيضا في باريس فشدد على أن الغضب متواصل والوضع يذهب للتفاقم، كما قال: “هناك مشكلة كبيرة في التنقل في باريس إذ توقف النقل العمومي عن العمل انطلاقا من الساعة الخامسة مساء، هناك حالة احتقان كبرى في كامل العاصمة وعجز كامل يعيشوه المواطنون العاجزون عن التنقل”.
وأضاف: “الاحتجاجات تقريبا في كل مكان، أسمع في المساء أصوات التخريب والمواجهات بين الأمن والمحتجين، حاليا نحن ننتظر حدوث الأسوأ، لأن الحادثة صادمة خاصة أن نائل كان قاصرا، وتعرض للقتل في بلاد الحريات والحقوق”.
وأكد عادل أيضا أنه لم يتعرض للعنصرية وأشار إلى أن مهنته كصحفي ومستواه الثقافي لم تجعله عرضة لأي نوع من التقليل لكنه أكد في نفس الوقت أن حادثة القتل التي تعرض لها المراهق الجزائري تعكس عنصرية الشرطي لأنه لا يمكن تبرير هذا الفعل بأي شكل من أشكال خاصة وأنه يعيش في بلد يحمي الحريات والحقوق.
وفي ذات السياق، صرح الشاب التونسي والباحث الجامعي، وحيد بوبكر لأخبار الآن: “تم حرق كل الممتلكات وأعمال الشغب غير معقولة، كل ليلة يخرج الملثمون لنهب المحلات والمغازات الفرنسية”.
وذكر وحيد: “هذا مرفوض لكن العنصرية أيضا مرفوضة وحادثة إطلاق النار غير مقبولة لأن إطلاق النار على طفل في صدره يبين أن نية القتل موجودة مما أثار الغضب الكبير”.
كما ذكر: “هنا يقول المغاربة أن الشاب لو كان فرنسيا أشقر ما كان خسر حياته لكن حاليا السلطات الفرنسية ألقت القبض على الشرطي الذي يتحمل وحده مسؤولية فعله”.
هذا وتعمل السلطات في فرنسا على التواصل مع الأئمة من أجل تهدئة المحتجين باعتبار أن أغلبهم مسلمون ويحمل الإمام مكانة دينية لديهم وفق تعبير وحيد.
وأكد وحيد بوبكر أنه لم يتعرض للعنصرية طيلة وجوده في فرنسا لكن العنصريون موجودون في كل مكان في العالم وهم لا يمثلون إلا أنفسهم كما أكد أن عدد كبير من الفرنسيين خرجوا في المسيرات السلمية التي سبقت أعمال الشغب للتنديد بمقتل المراهق الجزائري.
أما الشابة التونسية أمل بربو التي تعمل كإعلامية فأكدت أن حركة المقيمين والفرنسيين مقيدة بسبب فرض حظر التجوال انطلاقا من الساعة التاسعة مساء، وأشارت إلى أن أحداث الشغب في بوردو، المنطقة التي تعيش فيها تعتبر محدودة مقارنة بما يحدث في باريس لكنها موجودة.
كما ذكرت الشابة أن العنصرية موجودة في فرنسا إلا أنها لم تتعرض لها أبدا وقالت: “لا يتعرض الطلبة والباحثون الجامعيون في فرنسا للعنصرية من يتعرض لها غالبا هم الفرنسيون من الأصول المغاربية أو العربية”. كما كشفت أن العنصرية تكون عادة صادرة من الكهول والشيوخ ويمارسها الشباب الفرنسيون بشكل أقل على العرب.
وأشارت إلى أنها حزينة لفقدان هذا الطفل لحياته مع أنها أشارت إلى أن الحادث كان سوء تقدير من الشرطي ولا تعتقد أنه كان يقصد أن يقتله فقط لأنه جزائري.
كما تمكنت أخبار الآن من الحصول على تصريح من قبل شاب جزائري مشارك في الاحتجاجات لكنه تمسك بإخفاء هويته خوفا من الاعتقال: “سنشعل النار في الشوارع حتى يشعروا بالنار التي تشتعل في قلوبنا في كل مرة يسيئون معاملتنا أو يقتلون واحدا منا”.