طلاب العراق ما بين العمل والسياحة
الصيف في العراق متعب ومرهق على جميع العراقيين خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
ولكن بما أن الامتحانات قد انتهت وبدأت العطلة، يجد الشباب وخاصة الطلاب متنفسا من ضغط الدراسة فمنهم من يبحث عن الهدوء والسفر ومنهم من ينغمس في ضغط الحياة مجددا.
السفر بالنسبة للعراقيين نسيم وهدوء بعد تعب، علامته ازدهار شوارع جديدة حتى وإن كان السفر إلى محافظات إقليم كردستان، أو لبنان.
طلبة العراق
خرج نحو 816 ألف طالب من طلاب المدارس الإعدادية والثانوية لعطلة الصيف ويبلغ عدد طلاب الصف الثالث الثانوي حوالي 142 ألف طالب وطالبة.
ومع خروجهم للعطلة، تطرح الكثير من التساؤلات حول ما سيفعله الشباب في الأجازة الطويلة والأنشطة التي يمكن أن يمارسوها لملء أوقات الفراغ والحفاظ عليهم من الأخطار، لا سيما في ظل تفشي العنف والإجرام في المجتمع العربي.
ويعاني الأهالي من هذه الناحية لعدة أسباب:
- عدم القدرة على مراقبة أبنائهم بشكل مستمر، فما بين ترك مساحة للشاب في الخروج والتسكع بعد عام دراسي حافل وما بين المخاوف من الشارع الذي امتلأ بالجريمة والمخدرات وغيرها توكد حالة من الحيرة.
- وعدم قدرة الكثير من الأهالي على توفير الأموال لأبنائهم للسفر خارج العراق والتعرف على بلدان جديدة وثقافات مختلفة واكتسابها.
شمال العراق ملاذ جيد
يقول الشاب حيدر حسين والذي يدرس في الجامعة المستنصرية لـ”أخبار الآن” إن الأجازة الصيفة يجب أن تكون في شمال العراق حيث الخضرة والهواء العليل والمياه الباردة التي تتدفق من الجبال.
حيث يمتاز إقليم كردستان بطبيعة خلابة تجعلها وجهة للمسافرين من الباحثين عن الهدوء أو الراغبين في الاستكشاف.
وأوضح أن بحيرة دوكان في السليمانية تعتبر من أهم هذه الأماكن التي تعج بالزوار على مدار السنة لأجوائها المثالية التي تدفع بالقادمين من مختلف أنحاء العراق أو من خارجه لزيارتها والتمتع بسحر طبيعتها الخلابة.
وأضاف حسين: إن مدن الإقليم بما فيها العاصمة أربيل تعتبر ملاذا جيدا للعراقيين البسطاء الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف السفر خارج العراق.
وهي أيضا مختلفة من حيث الطبيعة عن بقية مدن العراق الأخرى خاصة الوسطى والجنوبية والتي تتميز بحرارتها المرتفعة طوال أشهر الصيف.
العمل لمساعدة العائلة
في حديثنا مع الطالب حيدر أوضح لنا أن الكثير من الشاب وخاصة الطلاب ينتظرون الأجازة الصيفية من أجل العمل ومساعدة ذويهم ولكن للأسف الكثير منهم لا يلجأون لتعلم المهن الحرفية أو الصناعية لأنها بحاجة للكثير من أجل التعلم والممارسة، لذلك يبحثون عن الأعمال الخفيفة والتي تكون مكاسبها مباشرة مثل:
- سائق توكتوك أو موظف في مطعم أو عامل في محطة للوقود وغسيل السيارات.
كما أوضح أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد والأسر تُلزم هؤلاء الشباب باستثمار هذه الأجازة الطويلة للعمل.