السودان يشهد نزاعًا مسلحًا منذ منتصف إبريل الماضي
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس، إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لوقف نزيف الدم السوداني، وذلك خلال قمة إقليمية تستضيفها مصر اليوم في محاولة للتوسط بين الطرفين المتحاربين بالسودان، ضمن أحدث المساعي الدولية الرامية لمنع اندلاع حرب أهلية وتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأوضح السيسي أنه يتعين على دول جوار السودان توحيد رؤيتها نحو حل الأزمة الراهنة، لافتاً إلى أن الاقتتال الدائر في السودان دمّر البنية التحتية والمرافق الحيوية، وتابع: “تدهور المؤسسات الصحية في السودان أسفر عن تداعيات إنسانية كارثية”.
وأشار الرئيس المصري إلى أنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية حتى التوصل لحل سياسي شامل، مشيداً بمواقف دول جوار السودان التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين. كما طالب “المجتمع الدولي بالوفاء بتعهدات دعم دول جوار السودان”.
وطالب “السيسي” في كلمته الخميس، في مؤتمر قمة دول جوار السودان، كافة الأطراف السودانية بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات للمناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان، ووضع آليات تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية؛ لتمكينهم من أداء عملهم.
وقال الرئيس المصري إن تصور بلاده يتضمن 4 نقاط رئيسية تتمثل في:
أولًا: مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فوري ومستدام، لإطلاق النار.
ثانيًا: مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجًا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.
ثالثًا: إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبى طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.
رابعًا: تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
وأكد السيسي أن مصر تدعم تطلعات الشعب السوداني نحو العيش في سلام مستدام، مطالباً الأطراف المتحاربة في السودان بوقف التصعيد والبدء في مفاوضات جادة، وبحماية الممرات الإنسانية بالسودان وتأمين قوافل المساعدات. كما تطرق إلى دعوة بلاده لإطلاق حوار شامل وجامع لتلبية تطلعات الشعب السوداني.
من جهته، قال رئيس إريتريا أسياس أفورقي إن قمة القاهرة فرصة سانحة لدول جوار السودان لدعم الشعب السوداني، رافضاً أي تدخلات خارجية تعقّد الأزمة في السودان. وأوضح أفورقي أنه يجب أن تكون هناك آلية واضحة للمساهمة في حل الأزمة بالسودان، مؤكداً أنه على دول جوار السودان توفير المناخ المناسب لإنهاء الحرب.
أما رئيس جنوب السودان، سلفا كير، فأكد أن إنهاء الصراع في السودان أولوية لدول الجوار، مطالباً أطراف الصراع بوقف إطلاق النار فوراً، مشيراً إلى أن الحرب لها تداعيات أمنية واقتصادية سلبية على دول الجوار. وتابع قائلاً إن “الأولوية بالنسبة لنا هي إيجاد حلول أفريقية لمشكلات القارة”.
ودعت مصر دول جوار السودان لحضور قمة اليوم. وقال مصدران أمنيان، لوكالة “رويترز”، إن القمة تهدف إلى منع التدخل والتأثير الأجنبيين في القتال، وإطلاق عملية للتوصل إلى اتفاق سلمي لوقف القتال.
وأضاف المصدران أن تلك الخطة ستسعى للتوصل إلى هدنة مدتها ثلاثة أشهر، وفتح مسارات للمساعدات الإنسانية من خلال سلسلة من الاجتماعات مع الزعماء العسكريين والقبليين.