موجة حر تجتاح مختلف البلدان العربية.. وتسجيل درجات حرارة قياسية
تشهد مختلف البلدان العربية موجة حر نادراً ما تضرب مختلف البلدان العربية فية الوقت ذاته.
وشهدت معظم الولايات الجزائرية موجة حر وسجل استهلاك البلاد من الكهرباء رقما قياسيا هو الأعلى في تاريخها.
وأفادت إدارة الأرصاد الجوية الجزائرية بأن الجزائر العاصمة سجلت رقما قياسيا لدرجة الحرارة تحت الظل إذ بلغت 47.9 درجة مئوية الثلاثاء، بينما وصلت إلى 50 درجة في عديد من المناطق الصحراوية جنوبي البلاد.
وتشهد تونس منذ الخامس من يوليو/تموز الجاري موجة حر تجاوزت فيها درجات الحرارة 50 درجة في بعض الولايات.
وسجلت ولاية توزر جنوبي تونس، الأحد الماضي، درجة حرارة وصلت في الظل إلى 48.9 درجة، وفي الشمس 57.3، حسب الأرقام الرسمية للمعهد الوطني للرصد الجوي.
أوروبا في دائرة الحرارة
يشهد جزء كبير من جنوب أوروبا موجة حر شديدة مع توقعات بارتفاع قياسي في درجات الحرارة في العديد من المناطق الأسبوع المقبل.
وأُغلق الأكروبوليس في العاصمة اليونانية أثينا خلال الساعات الأكثر سخونة لحماية الزوار من موجة حر شديدة تجتاح البلاد.
ومُنع السياح من دخول أكثر المعالم السياحية شعبية في البلاد من الساعة 12:00 إلى الساعة 17:00 (9:00-14:00 بتوقيت غرينتش).
واشتدت الحرارة في أثينا حتى وصلت إلى 40 درجة مئوية أو أكثر.
وهناك أيضا مخاوف في اليونان من زيادة خطر حرائق الغابات، بخاصة في المناطق ذات الرياح العاتية. وعانت البلاد من حرائق غابات كبيرة في عام 2021 في موجة حر استثنائية أخرى.
وفي كرواتيا، اندلعت حرائق وأحرقت منازل وسيارات في قرية واحدة على الأقل، هي غريباستيكا، على الساحل الدلماسي. وقال مسؤولون للتلفزيون الكرواتي إنه تمت السيطرة على الحريق.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، توفي رجل في الأربعينيات من عمره بسبب الحرارة بعد انهياره في شمال إيطاليا، في حين انهار العديد من زوار البلاد بسبب ضربة شمس، بما في ذلك رجل بريطاني خارج الكولوسيوم في روما.
والسبب هو موجة الحر “سيربيروس” التي سميت من قبل جمعية الأرصاد الجوية الإيطالية على اسم الوحش ذي الرؤوس الثلاث الذي يظهر في جحيم دانتي.
وكان من المتوقع أن تبلغ ذروتها يوم الجمعة لكن خبراء الأرصاد الجوية الإيطاليين يحذرون من أن موجة الحر التالية – التي أطلق عليها اسم شارون على اسم ربان المركب الذي أوصل الأرواح إلى العالم السفلي في الأساطير اليونانية – ستدفع درجات الحرارة إلى الارتفاع مرة أخرى فوق 40 درجة مئوية الأسبوع المقبل.
كما تنتشر موجات الحر حاليا في أجزاء من الولايات المتحدة والصين وشمال إفريقيا واليابان.
ووصلت درجات الحرارة إلى ذروتها عند 41 درجة مئوية في وسط أثينا بحلول منتصف نهار الجمعة، لكن الأكروبوليس يقع على قمة تل صخري وعادة ما يكون أكثر سخونة.
ولا يوجد الكثير من الظل على هذا التل للراحة.
أظهرت بيانات أولية نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الأسبوع الأول من شهر تموز/يوليو هو أشد الأسابيع حرا على الإطلاق.
يأتي ذلك بعدما تسببت أزمة المناخ والمراحل الأولى من ظاهرة إل نينيو، في أن يكون شهر حزيران/يونيو الماضي الأشد حرا.
درجات الحرارة على أعتاب تجاوز المستويات القياسية
يُتوقع أن يكون المتوسط السنوي لارتفاع درجات الحرارة العالمية للأعوام ما بين 2023 و2027 أعلى بمقدار يتراوح بين 1.1 درجة مئوية و1.8 درجة مئوية عن متوسط ما قبل العصر الصناعي، والذي تم قياسه بين عامي 1850 و1900.
هذه البيانات هي أحدث حلقة في سلسلة من السجلات القياسية منذ مطلع العام تشمل جفافا في إسبانيا وموجات حر شديد في الصين والولايات المتحدة.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة بصدد تجاوز المستويات القياسية على اليابسة وفي المحيطات، مع “آثار مدمرة محتملة على النظم الإيكولوجية والبيئة”.
وقال مدير خدمات المناخ في المنظمة كريستوفر هيويت “نحن في المجهول ويمكن توقع تجاوز المزيد من المستويات القياسية مع تطور ظاهرة إل نينيو، وستمتد هذه التأثيرات حتى عام 2024″، وتابع قوله: “هذه أخبار مقلقة للعالم”.
وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أنها اعتمدت بيانات مختلفة من شركاء حول العالم. بدورها، قالت خدمة “كوبرنيكوس” لمراقبة المناخ في أوروبا لوكالة فرانس برس إن بياناتها أظهرت أنه من المرجح أن يكون الأسبوع الأول من يوليو الأشد حرا، منذ بدء توثيق درجات الحرارة العام 1940.