إفريقي من جنوب الصحراء لأخبار الآن: “نشعر بأننا مهددون لأن الاعتداءات تتواصل إلى يومنا هذا”
- طالبت الرابطة إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني بضرورة الإسراع بتوفير مراكز إيواء للمهاجرين
- نبهت رابطة حقوق الإنسان من تصاعد خطاب الكراهية والتمييز العنصري
مع تفاقم أزمة المهاجرين في مدينة صفاقس التي تعتبر أكثر مدينة يتواجد فيها أفارقة جنوب الصحراء ومع تزايد حوادث الاعتداءات والعنف من قبل التونسيين على المهاجرين والعكس بالعكس، نظمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ندوة تحت عنوان: “الهجرة غير النظامية الواقع والتصورات”.
وطالبت الرابطة إلى جانب عدد من منظمات المجتمع المدني بضرورة الإسراع بتوفير مراكز إيواء لمهاجري جنوب الصحراء وتقديم المساعدات لهم في هذه الفترة الأخيرة التي تميزت بحالة احتقان شديد إلى جانب تنامي خطاب الكراهية والتحريض وسط عزوف الدولة عن معالجة المسألة وفق استراتيجية واضحة تضمن من ناحية حق سكان صفاقس في الأمن على حياتهم وسلامتهم وحرمة مساكنهم مثلما تضمن من ناحية ثانية حق المهاجرين غير النظاميين في الحماية والمعاملة الإنسانية اللائقة بالبشر وعدم المساس بحقهم في التنقل.
وفي هذا الإطار انتقد رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي تعاطي السلطة مع مشكلة المهاجرين غير النظاميين ونبهت رابطة حقوق الإنسان من تصاعد خطاب الكراهية والتمييز العنصري وصرح رئيس الرابطة، بسام الطريفي لأخبار الآن: “أتينا لنعلن أن رابطة حقوق الانسان ترفض الخطابات العنصرية وأن الرابطة مستعدة لتلقي المساعدات ولإيصالها لمهاجري جنوب الصحراء”.
وأضاف: “نحمل السلطات التونسية مسؤولياتها ووضع المهاجرين غير إنساني وكارثي وخطير ولا يشرف تونس”.
أما المحامية والناشطة النسوية، نعمة النصيري فقالت لأخبار الآن: “فضيحة في تونس حدثت في علاقة بحقوق الإنسان، كل ما حدث في علاقة بأفارقة جنوب الصحراء هو فظاعات والوضع في تونس مؤلم”.
وتابعت: “حين نقول دولة فإنها من المفترض أن تحترم المعاهدات والاتفاقات الدولية التي أمضت عليها التي من بينها حق التنقل لجميع الأماكن وهذا مبدأ إنساني وحقوقي كوني ولا يمكن اليوم أن نقول أنهم غير مرحب بهم خاصة أن شبابنا التونسي موجود في دول أوروبا إلا أن الدولة لا تعترف بكل هذا وتتنصل منه”.
لم تقتصر الندوة على حضور النشطاء الحقوقيين والأكاديميين بل شملت أيضا بعض المهاجرين الذين شاركوا أخبار الآن بعض التفاصيل حول مواقف تعرضوا فيها للعنصرية ومن بينهم اللاجئ السوداني، بابا بولس: “الموقف العنصري الذي تعرضنا له كلاجئين سودانيين هو أننا قضينا 3 أشهر في العراء دون منزل ولا سقف وفي غياب أي مقومات للعيش الكريم.”.
ومع ذلك أكد بابا بولس أنه لا يحمل السلطات التونسية أي مسؤولية.
أما إلريش، مهاجر من إفريقيا جنوب الصحراء فكان من بين الذين تعرضوا لعنف شديد من قبل بعض المواطنين ويظهر ذلك جليا من خلال إصابة في يده وفي نفس الإطار صرح لأخبار الآن: “نشعر بأننا مهددون باعتبار أن الاعتداءات تتواصل إلى يومنا هذا منذ اندلاع الأحداث، يواصل مالكو المنازل التونسيين طرد من استأجرها من أفارقة جنوب الصحراء لذا نشعر بكوننا مهددين”.
وسرد المهاجر تفاصيل تعرضه للاعتداء: “تم الاعتداء علي شخصيا ليلة الثلاثاء إذ دخل 40 تونسي إلى منزلنا عنوة وشرعوا في تخريب محتوياته والاستيلاء عليها بما في ذلك قارورة الغاز والمال والهواتف الجوالة وحاولوا الاعتداء جنسيا على إحدى أخواتنا لكن من حسن الحظ تم تلافي ذلك”.
ومن بين أهم النقاط التي شددت عليها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان هو المطالبة بالإسراع بتوفير مراكز إيواء للمهاجرين في الوقت الذي يرفض فيه عدد من التونسيون وجودهم في تونس من الأساس، وكانت السلطات في بداية الأسبوع دعت إلى إيواء عدد من أفارقة جنوب الصحراء في الجنوب التونسي في مبيت تابع لوزارة التربية فما كان من المجتمع المدني وأعوان التربية في بن قردان إلا أن دخلوا في احتجاجات ونشروا بيانات رافضة لاستقبال ولإيواء المهاجرين في المبيتات التابعة للدولة.
للمزيد عن العنصرية في تونس: