حجب رواتب الآلاف من المعلمين وإعفاء 150 مديرا في تونس.. نقابي يعلق على الأزمة
- إعفاء 350 مدير مدرسة من مناصبهم، وحجز رواتب شهرية لـ17 ألف مُعلم
- مدير مدرسة ابتدائية استقال طواعية من منصبه رفقة عدد من زملائه
رغم نهاية السنة الدراسية وانطلاق العطلة الصيفية إلا أن التعليم في تونس مازال يشهد وضعا متأزما إذ تتمسك نقابة التعليم الابتدائي التابعة لاتحاد الشغل التونسي بمطالبها المتمثلة في تحسين الوضعية المادية للمدرسين وفي المقابل تتمسك الوزارة برفض هذه المطالب وتواجهها بجملة من العقوبات في الوقت الذي يشعر فيه الأولياء التونسيين من الاستياء حيال هذا الوضع المتأزم الذي انعكس سلبا على أطفالهم.
وفي خطوة تصعيدية ضد نقابة التعليم، أعلنت السلطات التونسية، إعفاء 350 مدير مدرسة من مناصبهم، وحجز رواتب شهرية لـ17 ألف مُعلم، على خلفية رفضهم معالجة تقييمات الاختبارات التي سلّمها المعلمون إلى الإدارة وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت أخبار الآن بالكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي، عبد الكريم السويسي الذي صرح:”قامت الوزارة بإعفاء 150 مدير مكلف بتسيير المدارس الابتدائية وأكثر من 17 ألف مدرس وقع حجب أجورهم دون وجه حق.”
وواصل عبد الكريم:”الأسلوب الذي انتهجته وزارة التربية أسلوب لا يمكن أن يكون متجه نحو التهدئة إنما متجه لتعكير المناخ الاجتماعي في البلاد وهو أسلوب ترهيب.”
وأكد نحن نؤمن دوما كطرف اجتماعي متمثل في الاتحاد أن خير وسيلة لحل المسائل هي المفاوضة والجلوس إلى طاولة الحوار لكن سنجد نفسنا مضطرين إلى الدفاع عن معلمينا الذين تعرضوا لمظلمة كبيرة تتجاوز كل المواثيق الدولية و جاءت في شكل عقوبة جماعية من وزارة التربية ما يضطرنا لاتخاذ التدابير الضرورية.”
كما التقت أخبار الآن بنعمان جمعية مدير مدرسة ابتدائية استقال طواعية من منصبه رفقة عدد من زملائه تعبيرا على رفضهم لتعنت وزارة التربية التونسية واحتجاجهم على تصريحات وزير التعليم الذي هاجمهم في أكثر من مناسبة وقال المدير تعليقا على هذه التصريحات:”ما صدر عن وزير التربية من اتهامات مست كرامة المربين واتهامنا باللاوطنية و التقصير في العمل والاستهتار كلها أوصاف لا يمكن أن تصدر عن رجل تربية تجاه رجل تربية. وتابع:”نحن بناة أجيال، نحن نربي أجيال ونصنع وطنا ومن غير المعقول أن نكافئ بتلك الأوصاف الصادرة عن وزير التربية.”
أما المعلم التونسي، رضا برابرة فقال لأخبار الآن موجها رسالته لوزير التربية التونسي:”يا سيادة الوزير نحن أصحاب حق ولن نتراجع قيد أنملة، نسبة الحجب مرتفعة نتحدث خاصة عن نسب ناهزت 85% والوزير صدرت عنه مغالطات لإرباك تحركنا النضالي السليم.”
وواصل برابرة:”حجب الأعداد هو التحرك الوحيد الذي تبقى لنا بعد أن اعتمدنا الإضرابات و غيرها من الحلول…حجب الأعداد إداريا أقل ضررا بالتلاميذ من باقي التحركات الممكنة.” وأشار إلى أن الوزارة لم تتراجع عن حجب مرتب 17 ألف معلم وهو ما لم يحدث في أي دولة في العالم كما أكد أن المعلم في كل الدول يرفع على الأعناق الا في تونس هو في أسفل سلم التأجير وختم حديثه بالقول:”لما طالبنا ببعض الفتات لتحسين مقدرتنا الشرائية المهترئة يحدث لنا كل هذا ونحن في أسفل السافلين.”
هذه الأزمة المستمرة لم تمس فقط المعلمين والمديرين بل مست بشكل مباشر أيضا الأولياء والطلاب التونسيين الذين عبروا عن استيائهم من حرمانهم من نتائج أبنائهم الدراسية وفي هذا الإطار قالت أم طالبة تونسية تحمل اسم منى علوش:”ابنتي تدرس بالمرحلة الابتدائية ولم تحصل على كل الأعداد عند نهاية السنة الدراسية فانفعلت وقالت لي لماذا أراجع وأجهد نفسي مادام الجميع سينجح دون التحصل على النتائج؟ وأكدت منى:”لقد حرمونا من فرحة الحصول على الأعداد والاطلاع على المعدل التي اعتدنا أن نعيشها في السابق.” كما كشفت لأخبار الآن:”ابنتي حزينة وفقدت الشغف وقالت لي مادام الجميع سينجحون لماذا سأدرس إذا؟”
هذا ويتم مد التلاميذ بنتائج الاختبارات ومعدلاتهم النهائية في نهاية كل سنة دراسية، إلا أن العام الدراسي الحالي شهد رفض مديري المدارس معالجة تقييم الاختبارات وعدم مد التلاميذ بنتائج اختباراتهم ومعدلاتهم.
وشهدت السنة الدراسية الماضية، منذ بدايتها في سبتمبر/أيلول 2022، أزمة بين وزارة التربية ونقابة التعليم، تعثرت خلالها المفاوضات بين الجانبين وتتمثل مطالب النقابة في تحسين الوضعية المادية للمعلمين بزيادة أجورهم، بما يتناسب مع تراجع القدرة الشرائية وغلاء الأسعار، مع إيجاد صيغة لتسوية وضعياتهم المهنية.
للمزيد عن أزمة التعليم في تونس: