الجوع يهدد سكان ضواحي العاصمة السودانية وسط اشتداد المعارك
فتحت لجنة مقاومة في منطقة وسط بحري ضاحية شمال العاصمة السودانية باب التبرع من أجل تلبية الاحتياجات الغذائية للمحاصرين في منازلهم ولم يتمكنوا من الفرار منذ بدء المعارك التي دخلت شهرها الرابع بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأفادت لجنة الدناقلة أحد أحياء وسط بحري في بيان ليل السبت الأحد نشرته على صفحتها على موقع فيسبوك بعنوان “حوجة غذائية” أن سكان الحي “يعيشون وضعا معقدا جدا لظروف الحرب وانقطاع التيار الكهربائي والماء وعدم وجود محال تجارية”.
وأشارت إلى “توقف العمل منذ أكثر من ثلاثة شهور وعدم وجود مرتبات ونفاذ ما تبقى من المخزون الإستراتيجي لكل أسرة أو فرد”.
وقررت اللجنة، حسب ما أفادت، “فتح باب التبرع لنسند بعضنا البعض من خلال توفير مواد تموينية أو المساهمة المالية لشراء مواد تموينية من أقرب مكان وتوزيعها على المتواجدين بالحي”.
🔴 لجنة مقاومة الدناقلة جنوب 🔴
🔺حوجة غذائية المرحلة الثانية🔺
يعيش سكان حي الدناقلة وضعا معقداً جداً نسبة لظروف الحرب وإنقطاع التيار الكهربائي والماء وعدم وجود محال تجارية تعمل وتوقف العمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر ولعدم وجود مرتبات ونفاذ ما تبقى من المخزون الاستراتيجي لكل أسرة… pic.twitter.com/ytsQljxxFh
— يوسف النعمة (@YousifAlneima) July 23, 2023
ولجان المقاومة هي مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات للمطالبة بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح نظام عمر البشير في 2019، وتنشط في تقديم الدعم منذ بدء النزاع قبل ثلاثة أشهر.
وتمتد شكاوى السكان من عدم توافر الغذاء إلى أحياء وضواح أخرى. ففي حي المزاد وسط بحري أكد عباس محمد بابكر أحد السكان لوكالة فراس برس إنه لم يغادر منزله بسبب تقدم عمر والدته ومرضها.
وقال “نتناول وجبة واحدة يوميا منذ شهرين للحفاظ على مخزوننا من المواد.. واليوم معنا فقط ما يكفي ليومين ولا ندري ما سيحدث بعد ذلك”.
والأسبوع الماضي توفي عازف الكمان السوداني المعروف خالد سنهوري بعد أن أفاد أصدقاؤه على منصات التواصل الاجتماعي بأنه “مات من الجوع ودفن أمام منزله بحي الملازمين وسط أم درمان”، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى.
تتركز المعارك التي اندلعت في منتصف نيسان/أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في العاصمة الخرطوم وضواحيها وفي إقليم دارفور بغرب البلاد.
وأسفرت الحرب حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقلّ، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص سواء داخل البلاد أو خارجها.
ويعد السودان أحد أفقر بلدان العالم، إذ يحتاج أكثر من نصف السكان إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي وصلت فيه حالة التحذير من المجاعة إلى أقصاها، وبينما بات أكثر من ثلثي المستشفيات خارج الخدمة.
من ناحية أخرى، يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سُدى بالوصول إلى مناطق القتال ويقولون إنّ السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تُصدر تأشيرات دخول لعمّال الإغاثة.
في الأثناء، أعلنت الأحد السلطات في مدينة بورتسودان الساحلية (شرق) التي ظلت بمنأى من الحرب ويتواجد فيها الكثير من المسؤولين، إتمام أول عملية تصدير للذهب منذ بداية الحرب، علما أن السودان ثالث أكبر منتج للمعدن الثمين في إفريقيا.
وقال مسؤولون في مؤتمر صحافي إنه تم شحن 226 كيلوغراما إلى الإمارات العربية المتحدة، المشتري الرئيسي للذهب السوداني.
في الوقت نفسه، أعلنت “الشركة السودانية للموارد المعدنية” المملوكة للدولة عن وفاة ثمانية من عمال المناجم جراء الاختناق في منجم غير مرخص في ولاية البحر الأحمر (شرق).