حرائق الغابات تخلف قتلى وجرحى في الجزائر وتجلي سكان قرى حدودية في تونس
تجتاح موجة من الحر دول شمال أفريقيا مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في الجزائر وتونس، وأسفرت حرائق غابات عنيفة ما زالت مشتعلة في شمال شرق الجزائر عن مقتل 34 شخصا على الأقل بينهم عشرة عسكريين، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية مساء الاثنين.
#هام#بيان
📍 الوضعية العامة لحرائق الغابات التي مسّت 11 #ولاية . pic.twitter.com/XMWRpRJOgE— وزارة الداخلية -الجزائر (@interieur_dz) July 24, 2023
وقالت وزارة الدفاع من جانبها، إن النيران حاصرت الجنود أثناء إجلائهم من بني كسيلة في محافظة بجاية الشرقية برفقة سكان القرى المجاورة.
في تونس المجاورة، في منطقة طبرقة الحدودية في الشمال الغربي، اندلعت حرائق خطيرة مجددًا الاثنين بالقرب من منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق. وتمكن فريق من وكالة فرانس برس من رصد أضرار جسيمة بالقرب من نفزة، على بعد 150 كلم إلى الغرب من تونس العاصمة، حيث تدخلت مروحيات وقاذفات ماء.
حريق كبير في #تونس pic.twitter.com/CYBfHbRiwJ
— Khaled Iskef خالد اسكيف (@khalediskef) July 20, 2022
وذكر المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي حسام الدين الجبابلي أن “نحو 300 من سكان قرية ملولة تم إجلاؤهم عن طريق البحر” كإجراء احترازي جراء هبوب رياح قوية تؤجج الحرائق.
وقال المتحدث باسم الحماية المدنية معز طريعة لوكالة فرانس برس “تم نقلهم الى مراكز استقبال في طبرقة أو إسكانهم مع أقاربهم”.
وقالت وزارة الداخلية الجزائرية إن البلاد سجلت بين الأحد والإثنين في المجموع 97 حريقا في 16 ولاية لكن أعنفها اندلعت في بجاية والبويرة وجيجل.
ووصلت هذه الحرائق التي أججتها رياح شديدة، إلى مناطق سكنية في الولايات الثلاث، حيث تم إجلاء 1500 شخص مهددين بالنيران.
وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام المحلية حقولًا ومناطق حرجية محترقة وسيارات متفحمة وواجهات محلات تحولت إلى رماد في قرى دمرت النيران كل ما فيها.
تواجه الجزائر موجة حر شديدة في بعض المناطق المتضررة حيث بلغت الحرارة ذروتها عند 48 درجة مئوية الإثنين مما يساعد على تجفيف الغطاء النباتي ويجعله أكثر عرضة لاندلاع الحرائق. وبلغت درجات الحرارة في تونس 49 درجة مئوية.
وبعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بتعازيه لذوي الضحايا مشيرا إلى مقتل “مدنيين وعسكريين”.
وبحسب بيان الداخلية الجزائرية، تمت تعبئة نحو ثمانية آلاف من رجال الحماية المدنية و525 شاحنة مختلفة الأحجام مدعومين بوسائل إطفاء جوي. وقالت السلطات إن رجال الإطفاء ما زالوا يعملون مساء الإثنين على إخماد الحرائق في 11 ولاية حيث تستعر النيران في الغابات والأحراج والحقول.
وذكرت الوزارة في بيان سابق أن عمليات الإطفاء كانت مستمرة في ست ولايات هي بومرداس والبويرة وتيزي وزو وبجاية وجيجل وسكيكدة، وذلك بمشاركة “13 رتلا متنقلة و3050 عون، تم تعزيزها صباح اليوم بـ12 رتلًا متنقلة و1200 عون إضافي”.
#حريق مهول مع انتشار النيران نحو مناطق السكان في مدينة #القل من ولاية #سكيكدة #حرائق_الجزائر
اللهم بردا وسلاما على أهلنا في ولاية سكيكدة بومرداس وبجاية و جيجل وغيرها من الولايات والقرى المتضررة… pic.twitter.com/Z4t2YeAYCP— محمد العربي زيتوت (@mohamedzitout) July 24, 2023
وبحسب البيان، لا تزال 12 طائرة منتشرة في هذه الولايات الست، بما في ذلك مروحيات مكافحة حرائق تابعة لسلاح الجو و”طائرة الاطفاء ذات السعة الكبيرة”.
صيف حارق
تأتي هذه الحرائق في خضم موجة حر في العديد من دول البحر الأبيض المتوسط، سجلت خلالها درجات حرارة قياسية.
ودعت وزارة الداخلية الجزائرية المواطنين إلى تجنب المناطق المتضررة واستخدام الأرقام الخضراء المجانية المتاحة للإبلاغ عن الحرائق.
وأمر المدعي العام في بجاية، بحسب بيان صحافي، بفتح تحقيقات أولية للوقوف على أسباب الحرائق وتحديد الفاعلين المحتملين.
كل صيف، يشهد شمال الجزائر وشرقها حرائق تكتسح الغابات والأراضي الزراعية، وهي ظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى بتأثير تغير المناخ الذي يؤدي إلى الجفاف وموجات الحر.
في آب/أغسطس 2022، قضى 37 شخصا في حرائق هائلة بولاية الطارف شمال شرق البلاد. وكان صيف عام 2021 الأكثر فتكا منذ عقود، فقد قضى خلاله أكثر من 90 شخصًا في حرائق واسعة النطاق في شمال الجزائر، ولا سيما في منطقة القبائل.
لتجنب تكرار سيناريو 2021 و2022، عملت السلطات على تعبئة مواردها مع اقتراب فصل الصيف.
في نهاية نيسان/أبريل، أمر الرئيس تبون بشراء ستّ طائرات قاذفة للماء متوسطة الحجم وتقديم طلبات عروض للشركات الناشئة لتوفير طائرات مسيّرة تستخدم في مراقبة الغطاء الحرجي.
ثم في أيار/مايو، أعلنت وزارة الداخلية عن اقتناء وشيك لطائرة قاذفة للماء، وتأجير ست طائرات أخرى من شركة أميركية جنوبية مع فرقها الفنية، وأعلنت طلب العروض لشراء ست قاذفات للماء متوسطة الحجم.
كما هيأت السلطات مواقع لهبوط المروحيات في عشر ولايات.
وقدمت الجزائر أيضا طلبية إلى روسيا لشراء أربع طائرات قاذفة للماء، لكن تسليمها تأخر بسبب “تداعيات الأزمة في أوكرانيا”.