فيديو متداول يظهر احتجاجات على الحدود العراقية الكويتية
تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر تحرّكًا لعدد من العراقيين على حدود بلدهم مع الكويت لمنع كويتيين من ”الاستيلاء“ على أراضٍ عراقية، وذلك على خلفيّة ملفّ ترسيم الحدود بين البلدين والجدل الذي أثاره.
ويظهر في الفيديو حشد من الرجال والشباب في منطقة صحراوية. وجاء في التعليقات المرافقة على موقعي فيسبوك وإكس (المعروف سابقًا بتويتر): ”شجاعة أهالي مدينة أم قصر (العراقية الحدوديّة) لردع الكويتيين من دخول المدينة والاستيلاء عليها بعدما باعتها الحكومة العراقية“.
وتتعرّض السلطات العراقية لانتقادات حادّة على خلفيّة ملف ترسيم الحدود، سواء من قوى سياسيّة أو على مواقع التواصل، حيث توُجّه لها اتّهامات تبدأ بالتقصير وتنتهي بـ”الخيانة“.
لكنّ السلطات في بغداد تنفي ما يُنسب لها وتقول إن الحدود البريّة ”لم ولن يتطرّق إليها التغيير منذ تثبيتها رسميًا“.
ووصف متحدث باسم الحكومة الاتّهامات الموجّهة للسلطات بأنّها ”ابتزاز سياسي من كُتل وأحزاب مختلفة“.
ما حقيقة هذا الفيديو؟
ولكن الفيديو المتداول لا شأن له بترسيم الحدود وما ولدّه من انتقادات أو احتجاجات.
فالتفتيش عنه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور قبل عشرسنوات على موقع يوتيوب، ما ينفي أن يكون حديثًا.
ويمكن العثور على تقارير إخباريّة أخرى صدرت آنذاك تتحدّث عن هذه الاحتجاجات.
وبعدها بأسابيع وفي أواخر شهر آذار/مارس 2013 أعلن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، مارتن كوبلر، عن حسم قضية ترسيم الحدود البرية بين العراق والكويت آنذاك.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع محافظ البصرة إن المشكلة الوحيدة التي كانت تعرقل حسم قضية الحدود، تمكنت دولة العراق من حلّها بهدم ثلاثة بيوت في أم قصر، معرباً عن شكره للعائلات العراقية التي أخلت بيوتها من أجل إنهاء المشكلة.